العراق وإيران يوقعان اتفاقا لتصديره من حقول "كركر"
نفط كركوك.. وناره الأزلية
تعرف الشعلة التي تخرج من حقل كركوك أو بابا كركر بــ "النار الأزلية" وهي نار ناجمة عن اشتعال الغاز المنبعث من جوف الأرض بالقرب من الحقل النفطي بسبب وجود تصدعات في القشرة الأرضية. ويرجع تاريخ هذه النار إلى عصور قديمة قبل الميلاد بكثير، وحسب الروايات التاريخية، فمنذ عام 550 ق. م اندلعت هذه النار من تلقاء نفسها وظلت متقدة إلى يومنا هذا، تتحدى الأمطار والثلوج والرياح ولأنها لا تنطفئ أبدا فقد أطلق عليها هذا الاسم.
أعلن العراق عن توقيع اتفاق مع إيران لتصدير النفط من حقول كركوك في شمال البلاد بمعدل 30 إلى 60 ألف برميل يوميا.
ونقل عن وزير النفط العراقي جبار علي اللعيبي قوله في بيان إن الاتفاق "ينص على قيام العراق بتصدير النفط من حقول كركوك إلى إيران بمعدل 30 - 60 ألف برميل يوميا قابلة للزيادة من طريق الحوضيات لحين انتهاء مد أنبوب نفطي لهذا الغرض".
وأوضح البيان أن الاتفاق الذي وقعته مع الجانب الإيراني شركة تسويق النفط العراقية (سومو) ينص على قيام "الجانب العراقي بنقل الكميات المذكورة عبر الشاحنات إلى النقطة الحدودية المشتركة بين البلدين قرب محافظة كرمنشاه". وأضاف أن الجانب الإيراني سيقوم "بتسليم نفس الكمية وبنفس المواصفات عبر موانئ جنوب العراق".
ونقلت المحطة نفسها عن مدير شركة التسويق النفطي العراقية علاء الياسري قوله إن "عملية التصدير ستبدأ قريبا" وإن هذه العملية توفر للعراق "تكاليف عملية نقل النفط إلى الجنوب العراقي لأغراض تصديره"، كما "تعزّز العلاقات الاقتصادية مع دول الجوار".
ويسعى العراق إلى مضاعفة إنتاجه من حقول نفط كركوك ليصل إلى مليون برميل يوميا، بحسب تصريحات لوزير النفط العراقي الشهر الماضي.
وكانت صادرات النفط الخام من حقول كركوك توقفت منذ استعادة القوات العراقية السيطرة على هذه الحقول النفطية التي كانت تحت سيطرة قوات البيشمركة الكردية في اكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقد سيطرت قوات البيشمركة على محافظة كركوك وحقولها النفطية بعد انسحاب قوات الجيش العراقي أمام هجمات مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا على مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، وعلى مساحات واسعة من الأراضي في شمال العراق في عام 2014.
وكان إنتاج حقول كركوك يصدر عبر خط أنابيب نقل النفط المار عبر الأراضي التركية إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط..
أهم الحقول
ويعد حقل كركوك أحد حقول النفط المهمة في العراق، إذ تشير التقديرات إلى أن احتياطي الحقل يقارب 10 مليارات برميل من النفط من النوعية الجيدة. وتبلغ الطاقة القصوى لانتاج الحقل مليون برميل يوميا، لكن متوسط الإنتاج خلال الأعوام القليلة الماضية تراجع كثيرا حتى انخفض إلى نحو 150 ألف برميل في اليوم فقط..
ويعتمد العراق، ثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد السعودية، على مبيعات النفط لأكثر من 90 بالمئة من موازنته.
وتضرر العراق ماليا الى حد كبير بانهيار أسعار النفط في عام 2014.
وكان اللعيبي قد توقع في وقت سابق من العام الحالي أن تصل طاقة إنتاج الخام في العراق إلى خمسة ملايين برميل يوميا بنهاية عام 2017.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية للعراق في الوقت الحالي نحو 4.8 ملايين برميل يوميا في حين يصل الإنتاج الفعلي إلى نحو 4.4 ملايين برميل يوميا تمشيا مع اتفاق دول أوبك لخفض الإنتاج بهدف دعم الأسعار.
يمتلك العراق ثاني أكبر احتياطي من النفط في العالم، حيث تشير التقديرات إلى أنه يمتلك نحو 140 مليار برميل من النفط القابل للاستخراج بينما تشير تقديرات متحفظة إلى أنه يقارب 74 مليار برميل، لكن التقديرات المتفائلة تتحدث عن 220 مليار برميل وتتركز غالبية حقول النفط العراقية في الجنوب و يتم تصديره عبر ميناء البصرة.
"النار الأزلية"
وحقل نفط كركوك هو أقدم حقول العراق وهو ثاني أكبر حقل نفطي في العالم بعد حقل الغوار في السعودية من حيث القدرة على الإنتاج بينما هو خامس أكبر حقل على الصعيد العالمي من حيث الحجم.
وصل إنتاج إحدى آبار الحقل إلى 100 ألف برميل يوميا لمدة طويلة بينما متوسط إنتاج البئر في الحقل حاليا 35 ألف برميل في اليوم.
وتم اكتشاف هذا الحقل عام 1927 ودخل مرحلة الانتاج عام 1934 بإدارة شركة نفط العراق بعد الإنتهاء من إنشاء خط أنابيب من كركوك إلى ميناءي حيفا في فلسطين قبل تأسيس اسرائيل وطرابلس في لبنان. في مرحلة لاحقا كان يتم التصدير عبر ميناء بانياس السوري إلى أن اغلقته الحكومة السورية أثناء الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت عام 1980 ووضعت أوزارها بعد ثماني سنوات.
ويتم تصدير إنتاج حقول كركوك حاليا عبر خط أنابيب النفط المار عبر الأراضي التركية إلى ميناء جيهان على البحر المتوسط..
يعتبر حقل كركوك أحد حقول النفط المهمة في العراق إذ تشير التقديرات إلى أن احتياطي الحقل يقارب 10 مليارات برميل من النفط من النوعية الجيدة. وتبلغ الطاقة القصوى للحقل مليون برميل يوميا، لكن متوسط الإنتاج خلال الأعوام القليلة الماضية تراجع كثيرا حتى انخفض إلى نحو 150 ألف برميل في اليوم فقط..
لكن التقديرات تشير إلى أن إجمالي احتياطي محافظة كركوك من النفط يعتبر متواضعا مقارنة بباقي المناطق في العراق إذ لا يتجاوز 13 مليار برميل أي ما يمثل 12 في المئة من احتياطي العراق النفطي.
ومن أهم حقول محافظة كركوك او بابا كركر و جمبور وخباز وخورمال وباي حسن وأفانا.