صاحب شركة مصانع عساف الحديثة للرخام
جودت عساف: لا توجد حماية للصناعة اللبنانية
لا يزال قطاع الرخام يعيش حركة غير متوازنة في ظل الأوضاع العامة التي أثرت سلباً على معظم القطاعات المتربطة به، خصوصاً البناء الذي شهد في لبنان تراجعاً وحركة بطيئة. إلا أن بعض المؤسسات حاولت إيجاد توازنٍ من خلال تحدي الظروف ومواجهة المضاربات غير المشروعة التي أثرت ايضاً على بنية الاقتصاد العام.
عن هذا التوازن قال جودت عساف صاحب شركة " مصانع عساف الحديثة للرخام" في لقائه مع الصناعة والاقتصاد: منذ 1993 كانت حركة البناء رائدة ومهمة، وعلى هذا الأساس طورنا ووسعنا مصانعنا كقطاع رخام، بحيث تتماشى مع النمو الذي كان في البلد، ولكن للأسف حصلت عدة عوامل في لبنان أولها العامل السياسي المرتبط بالاقتصاد الوطني، ما أوجد تقصيراً وشرخاً سياسياً بين الفرقاء فأدى الى ما أدى إليه من الناحية الاقتصادية.
هذه المناكفات الحاصلة ادت الى تراجع في اعمار لبنان، وانعكس الأمر على غالبية القطاعات كون قطاع البناء يشغل العديد من القطاعات، ونحن من القطاعات المتضررة من هذا الموضوع. بالاضافة الى الوضع الاقليمي، فالحرب السورية أثرت على البلد.
وأضاف عن وضع الصناعيين عامة: "نحن نشتكي ولكننا نحتاج الى حلول على الرغم من أنها صعبة المنال، ولكننا نبحث لنتوصّل اليها، على الرغم من ان الدولة غائبة علن الوعي، فاقتصادنا انهار بسبب هؤلاء السياسيين الذين لن نتمكن من التخلص منهم.
عادة اذا اعدنا التصويت لهم ليساعدونا بينما نحن ننجح بكفاءتنا وعلمنا من يساعدنا، ولن نستطيع، لذلك هذا يؤثر على الاقتصاد، فهم من سببوا الهدر المعتمد والاختلاس الممنهج، لا أحد يستطيع أن يطالهم وإذا رفع احد الصوت إما يجعلونه يغادرالبلد أو يرسلون له الجمارك، لذلك نريد الحلول لقطاعنا الصناعي، فنحن حوالى 150 مصنعاً يضاهي بجودته المصانع الخارجية في اوروبا أو أسبانيا أو اميركا أو تركيا.
ولكن ما يؤثر علينا هو عامل الكلفة، وهنا يكمن الحل، كقطاع الرخام أهم شيء عندنا الاستيراد، ولسنا ضد التجار، ولكن هناك تجار يستوردون بضائع مقطعة خاصة تسمى "تربيعة" وهذه القطع تكون جودتها ضعيفة وسعرها أرخص، وهي تدخل البلاد كأنها معفاة من الجمارك، وهناك اتفاقية عربية تقول إن بضائعها تمر، بالاضافة الى الاتفاقات الاوروبية التي ستصل جماركها بعد فترة الى صفر، وهذا يعني أنه لا يوجد حماية للصناعة اللبنانية، فهذه السلعة، وهناك حل لهذا القطاع وهو حل سابق يتمثل:
أولاً: بالرسم النوعي على تلك السلع المستوردة وهذا ما يخفف ضغطاً جيداً على قطاع الرخام.
ثانياً: هناك بعض المصانع في قطاعنا يغلق أبوابه لانه لا يستطيع الاستمرار كونه لا يدفع رسوم، نحن نطالب جمعية الصناعيين وغرفة التجارة والصناعة وجميع القطاعات الصناعية لإعفاء المصانع ككل من الضرائب لمدة خمس سنوات ، ليتمكن الصناعي من الوقوف مرة جديدة ويستطيع الاستمرار".
وعن التسهيلات لتطوير صناعة الرخام قال: "عندما تتطور المصانع تكون من جراء تسهيلات المصارف، وهنا نتمنى على المصارف اعادة برمجة هذه القروض واعادة برمجة الفوائد، خصوصاً أن المصرف المركزي قام بخطوة واعطى القروض المدعومة فقط، نحن نتمنى أن تشمل هذه الخطوة الجميع، خصوصاً ان يعاد جدول الفوائد البنكية، أنا أعرف ان المصارف تتساهل كثيراً ولكننا نحتاج لخطوة أكبر لنتمكن من الاستمرار.
كما أن لدينا عامل الكلفة في لبنان المرتفعة جداً، وهي كلفة الكهرباء والمازوت، ونحن ندفع فاتورتين، ونتمنى أن تخفض كلفة الطاقة والمازوت، وبمبادرة خاصة نستطيع أن نصدر بضائعنا الى الخارج أفضل من الصناعات الأوروبية ويكون لها سوق أفضل. واعتقد أن هذه المتطلبات القليلة تحمي الصناعة وتوسع تصديرنا للبضائع على الرغم من الانكماش الموجود عندنا في لبنان.
وعن الاستيراد الذي يتوجب عليه كلفة عالية قال عساف: "بالنسبة للدول العربية لا يوجد جمارك بيننا وبينهم، ولكن نحن لدينا كلفة انتاج، إلا ان البضائع التي يستوردها الصناعيون من آلات ومواد صناعية أولية لديها رسوم عالية، فلو أعفيت من الضريبة المضافة TVA مثلاً لدينا آلة ثمنها مليون يورو عليها ضريبة مضافة 100 ألف يورو وهذا ثقيل على الصناعي، وهذا أمر قيد التداول لإيجاد حلول جيدة.
وعن مجهود الصناعي الشخصي لتطوير الصناعة والمحافظة على مستواه قال: "صناعة الرخام متطورة في لبنان وهو تطور عالمي، من بداية التصنيع الى انتهاء السلعة تضاهي السلعة الأجنبية، لذلك ليس لدينا مشكلة في التصنيع، بل لدينا مشكلة فقط بالكلفة، فنحن متأكدون اننا أكثر صناعيين نبيع للخارج، والمفروض ان نقوم بجهد شخصي مثل المشاركة بمعارض أكثر وننطلق الى الخارج. مع انه لا يوجد دائماً تسهيلات في الخارج وكل شخص يسافر على حسابه للمشاركة. والأمر يتطلب توعية للصناعيين إن كان من الدولة أو جمعية الصناعيين أو التجمعات الصناعية في المناطق للمشاركة بالمعارض والاتصال بالسوق الخارجي أكثر.
ومستقبلاً إذا عاد الوضع الى ما كان عليه أعتقد اننا نستطيع الاستمرار أكثر وأحسن.
خطوط التصدير
وأوضح عساف عوامل انتشار صناعة الرخام: "نحن كمصنع نصدّر الى أوروبا والخليج، فأوروبا هم تجار الرخام وليسوا صانعيه، نحن نستورد الرخام الخام من لبنان وكل الدول نقطعه ونصنّعه في لبنان، فالمواد الأولية التي نصنّعها تكون من لبنان (بلوكات) لدينا رخام لبناني جيد نستطيع تصديره أيضاً، بالاضافة الى اننا نستورد رخام أيضاً من الخارج.
أما الآت فنستوردها من الخارج مع أن لدينا مصنع آلات (النحاس) لتقطيع رخام من أهم الصناعات في العالم، ويصدر الى الخارج ونحن أخذنا من عنده بعض الآلات ووجدناها متطورة أكثر وجودتها عالية جداُ. هنا يمكنني القول إن صناعة جودت عساف صناعة لبنانية مئة بالمئة.
وعن حلول الحماية من المضاربة قال: أود أن ألفت نظركم الى موضوع مهم، يأتينا البعض يخبرونا أن هناك تجار سوريين يأتون الى لبنان ويجرون اتفاقات (من تحت الطاولة) مع تجار لبنانيين لديهم بؤر للبيع يقطعون الرخام المستورد، يستورد اللبناني على حساب السوري، وهذه مضاربة غير شريفة للانتاج اللبناني، فيجب أن يوضع لهذا الأسلوب الملتوي حد، ويجب أن يكشف علناً. كون التاجر لا يدفع ضرائب وليس لديه موظفين، ونتمنى على المعنيين الانتباه الى هذا الموضوع.