48 دولة عربية وأجنبية و1700 شركة شاركت في معرض دمشق الدولي بدورته الـ60
سورية تستعيد امجادها: مركز ثقل اقتصادي وبوابة عبور آمنة للدول العربية
نجح معرض دمشق الدولي مرة جديدة في التأكيد على سير سورية على طريق النهوض، فم تكن مشاركة عشرات الدول العربية والأجنبية ودعوة عدد كبير من رجال الاعمال اضافة الى مئات الشركات المشاركة الا ايذاناً بدوران العجلة الإقتصادية والبدء بإعادة الإعمار.
وأكد المعرض بدورته الستين، والتي بلغت خلالها مساحة الأجنحة المحجوزة 93 ألف متر مربع للأجنحة المبنية والمكشوفة وهي المساحة الأكبر التي حققها المعرض منذ أولى دوراته في الخمسينيات، ان سوريا لا تزال مركز الثقل الاقتصادي في المنطقة وانها بوابة العبور الآمن لكل الدول العربية.
وكان رئيس مجلس الوزراء السوري عماد خميس قد افتتح المعرض تحت شعار "وعز الشرق أوله دمشق" بحضور رسمي محلي وعربي ودولي يتقدمه راؤول خادجيمبا رئيس جمهورية أبخازيا وبمشاركة 48 دولة عربية وأجنبية وعدد كبير من الشركات والفعاليات التجارية والصناعية.
واعتبر خميس أن "معرض دمشق الدولي يمثل إحدى أهم النوافذ التي تحاول من خلالها الحكومة السورية التواصل مع الدول الشقيقة والصديقة بحكوماتها وشركاتها ومؤسساتها ورجال أعمال بهدف التعريف بفرص الاستثمار الكبيرة المتاحة اليوم في سورية وفتح قناة تواصل مباشر بين الفعاليات الاقتصادية السورية ونظيراتها في الدول المشاركة والترويج للمنتجات والسلع الوطنية الخاصة بكل دولة مشاركة بصفة رسمية أو عبر شركات خاصة".
واشار خميس الى أن "هناك جبهات عمل كثيرة تصدت لها الحكومة بتوجيه مباشر من الرئيس بشار الأسد والتي يأتي في مقدمتها اتخاذ كل ما من شأنه ضمان استعادة البلاد سريعا لعجلة إنتاجها الصناعي والزراعي ومعالجة كل المشكلات التي تحول دون انطلاقة جديدة وقوية للنشاط الاستثماري المحلي والخارجي فضلاً عن اتفاقيات التعاون المشترك التي توقع مع الدول الصديقة والحليفة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والهادفة الى تنشيط حركة الصادرات السورية وتأمين احتياجات البلاد من التقنيات الحديثة والمساهمة في عملية إعادة الإعمار".
كرتلي
بدوره، أكد مدير المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية فارس كرتلي أهمية معرض دمشق الدولي لكونه يعد من أقدم المعارض في الشرق الأوسط والمنطقة العربية وسوقا لتبادل المعرفة والتجارة بين الشرق والغرب لافتا إلى أن الدورة الحالية تترافق مع بشائر النصر الذي حققه الجيش العربي السوري.
وأشار كرتلي إلى انه تم التحضير لهذه الدورة من معرض دمشق الدولي بشكل جيد لجهة زيادة عدد وسائط النقل التي وصلت إلى 150 بدلا من 70 حافلة في الدورة السابقة إضافة إلى تسيير قطار الضواحي من مدينة دمشق إلى المعرض وزيادة عدد معابر الزوار من 3 إلى 11 بوابة.
تظاهرات اقتصادية وإجتماعية
هذا ويتضمن المعرض الذي يعدّ من أكبر التظاهرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المنطقة والعالم فعاليات فنية ومحاضرات اقتصادية ومعارض تخصصية إلى جانب عدد من الأنشطة التسويقية والعروض الترويجية من قبل المشاركين في مختلف القطاعات مع وجود مراكز للبيع المباشر للمواطنين.
وشهد المعرض توقيع العديد من عقود الصفقات التجارية ولقاءات متعددة بين رجال الاعمال من الدول العربية والاجنبية لفتح اسواق جديدة للمنتجات
وفي حين بلغ عدد الشركات المشاركة 1700 شركة اقتصادية سورية وعربية وأجنبية، ضمت ساحات العرض مشاركات لـ 48 دولة عربية وأجنبية عبر مشاركات رسمية أو عبر وكلاء ومشاركات تجارية موزعة بين 23 دولة مشاركة بشكل رسمي عبر سفاراتها وهي دولة فلسطين بمساحة 60م٢، والسودان بمساحة 54م٢، والجمهورية الإسلامية الإيرانية بمساحة 453 م٢، وأبخازيا بمساحة 100م2، وبيلاروسيا بمساحة 63م٢، وباكستان بمساحة 18م٢، واليمن بمساحة 18م٢، وأرمينيا بمساحة 18م٢، وجمهورية روسيا الاتحادية بمساحة 453 م2، واندونيسيا بمساحة 36م2، والعراق بمساحة 100 م2، وجنوب أفريقيا 12 م2، والهند 267 م2، والصين الشعبية 30م2، وبلغاريا بمساحة 18 م2، والتشيك بمساحة 60 م2، والبرازيل 18م2، ومقدونيا 12م2، وفنزويلا 28م2، وكوبا 18م2، وكوريا الديمقراطية الشعبية 18م2، وأفغانستان 18م2، وأوسيتيا 18م2.
كما شاركت 25 دولة مشاركة عبر وكلاء وشركات اقتصادية هي إيطاليا، والإمارات ، ومصر، والمغرب، وماليزيا، وتونس، وألمانيا، وفرنسا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وتايوان، وبريطانيا، وفيتنام، وتايلند، وهونغ كونغ، وسلوفاكيا، والأردن، والجزائر، وهولندا، والأرجنتين، والنمسا، وبلجيكا، ولبنان، وإسبانيا، وسنغافورة.
إنجازات وإبداعات
يحفل سجل معرض دمشق الدولي بالإنجازات والإبداعات على المستوى السوري والإقليمي إذ شكل منذ انطلاقه في عام 1954 ذاكرة زمانية ومكانية في منطقة الشرق الأوسط وذاكرة اجتماعية وشعبية على المستوى السوري وحدثاً فنياً وثقافياً وأدبياً ينتظره الكتاب والمثقفون السوريون والعرب في كل عام.
وقد كان المرسوم رقم 14 لعام 1953 نص على إقامة دورة واحدة لمعرض دمشق الدولي والتي أقيمت فعليا على أرض الواقع عام 1954 ونظرا لما حققه من نجاحات وفوائد تقررت إقامته بصورة دائمة بموجب القانون رقم 40 لعام 1955 والذي تضمن استحداث مديرية لمعرض دمشق الدولي ويانصيب خاص به.
وشكل افتتاح معرض دمشق الدولي في الخمسينيات حدثا دوليا اقتصاديا كبيراً حقق نجاحا فاق التوقعات على المستوى الاقتصادي والتجاري والسياحي وأقيمت الدورة الأولى من المعرض في الأول من أيلول عام 1954 واستمرت لمدة شهر كامل حيث احتل المعرض مساحة قدرها 250 ألف متر مربع وفاق عدد زواره آنذاك «مليون زائر» من مختلف الدول وشاركت في الدورة الأولى 26 دولة عربية وأجنبية إضافة الى عدد من المؤسسات والشركات الصناعية والتجارية السورية.
ويورد أرشيف معرض دمشق الدولي تزايداً متتالياً بعدد الدول المشاركة أو العارضين أو الزوار خلال سنوات انعقاد المعرض حيث وصل عدد الدول المشاركة في عام 1956 إلى 30 دولة وفي الستينيات بلغ 43 دولة مشاركة ليزداد العدد إلى 51 دولة في عام 1977 وأما في الثمانينيات فبلغ ذروته في عام 1986 ب 63 دولة مشاركة وفي عام 2004 وصل العدد إلى 55 دولة ورغم تعرض سورية لحرب ارهابية منذ بدء عام 2011 إلا أن المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية استمرت بإقامة الدورة ال 58 لمعرض دمشق الدولي في ذلك العام وكان عدد الدول المشاركة فيه 22 دولة رغم محاولات أعداء سورية لقطع علاقاتها الاقتصادية مع دول العالم.
وشكلت عودة معرض دمشق الدولي في دورته الـ59، بعد انقطاع دام خمس سنوات دلالة واضحة على بدء عودة النشاط التجاري في سورية الى سابق عهده قبل سنوات الأزمة ما يبشّر بوقوف سورية على عتبة مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والاستثمار والإنتاج.
.
وتعكس المشاركة الدولية الواسعة في المعرض مدى الاهتمام الدولي بعودة سورية الى خريطة الدول الإقتصادية، حيث ضمت فعاليات المعرض الاقتصادية وفود شركات من عشرات الدول في أوروبا وأميركا وأفريقيا وآسيا.