اشار الخبير النفطي ربيع ياغي الى وجود أسباب مباشرة وغير مباشرة لارتفاع أو هبوط اسعار النفط"، لافتاً الى ان النفط كان وما يزال أرخص مصدر للطاقة لغاية اليوم، وبالتالي فإن الطلب عليه يأخذ دائماً أولوية لدى الدول المستوردة".
واضاف الى ان "من الاسباب المباشرة التي أدت الى هذه التغيرات في اسعار النفط، هو ان المعروض من النفط خلال العام 2014 تحديداً بلغ حد التخمة متجاوزاً المطلوب، ومن حيث قاعدة العرض والطلب، فالمعروض تجاوز الـ 86 مليون برميل يومياً، بينما الطاقة التكريرية (المستعملة) في العالم هي بحدود الـ 38 أو 83.5 مليون برميل يومياً. إذن يوجد فائض تراكمي من يوم الى يوم، وهذا الامر أدى الى زيادة العرض على الطلب بشكل تراكمي".
وقال: "السبب الثاني هو النتيجة الايجابية لبيانات الاقتصاد الاميركي، حيث توجد مؤشرات مؤكدة تفيد بأن الاقتصاد الأميركي دخل مرحلة التعافي، وتمكن من الخروج من الغيبوبة التي وقع فيها منذ عام 2008 تقريباً، ما انعكس ايجاباً على سعر صرف الدولار الذي كان سبباً لهبوط اسعار النفط.". واضاف: "أما السبب الثالث فهو أن الولايات المتحدة هي المنتج الاول والمستورد الاول والمستهلك الاول للنفط في العالم! واللاعب الاساسي بالنفط من ناحية أن السوق الأميركي الذي يعد أكبر سوق في العالم، موضحاً أن ارتفاع المخزونات (النفط الخام والمشتقات النفطية) في الولايات المتحدة الاميركية خلال الاسابيع الماضية أعطى نوعا من الاطمئنان للسوق وساهم بالهبوط التجريجي لاسعار النفط خلال 3 أشهر من شهر تموز".
وتابع ياغي: "الاسباب غير المباشرة التي لها تأثير قوي على السوق النفطي والصناعة النفطية بالعالم هي أن دول منتجة للنفط مثل روسيا وايران وفنزويلا تخضع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لنوع من الحصار والعقوبات، فهبوط اسعار النفط هذه تزيد من حدة وفاعلية هذه العقوبات، وهو سبب جيوسياسي رئيسي دفع أصحاب القرار لاعطاء الضوء الاخضر لهذه التراجعات المتتالية التي نشهدها في اسواق النفط العالمية. والنقطة الثانية غير المباشرة هي الصراع القائم حالياً بخزان الطاقة للعالم وهو "الشرق الاوسط،", وأوضح: "هذا الصراع فيه عملية (عض أصابع) بين دول المنطقة وخاصةً دول الخليج، أو ايران ودول الخليج، حيث أن من ضمن الأسلحة المستعملة بهذه العملية هبوط اسعار النفط، لأن المتضرر الاكبر من هذه التراجعات هي ايران تليها روسيا ومن ثم فنزويلا..".