اعلنت مؤسسة الصفدي في بيان اليوم، انه بعد تنفيذهما حلقة التوعية الأولى حول الوساطة في التبانة كوسيلة لحل النزاع والمصالحة، "عطاؤنا" والمؤسسة ينتقلان إلى منطقة القبة لنشر هذه التقنية عبر وسطاء محليين، ضمن مشروع "بناء قدرات المجتمع على تسوية النزاع والمصالحة في لبنان" المنفذ من مرسي كور وبتمويل أوروبي".
بعد التبانة، تم في مركز "أكاديمية المرأة" التابع لمؤسسة الصفدي في ضهر المغر في القبة، تنفيذ ثاني حلقات التوعية على الوساطة، التي تعتبر حاجة ماسة، ومن بين أهم الحلول البديلة لتسوية النزاعات والخلافات التي قد تنشأ بين الأطراف.
يندرج هذا اللقاء ضمن أنشطة مشروع بناء قدرات المجتمع على تسوية النزاع والمصالحة في لبنان، المنفذ من جمعية مرسي كور بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وذلك بالشراكة مع جمعية عطاؤنا و"مؤسسة الصفدي" في طرابلس. علما أن هذه الحلقة، ضمن 6 حلقات توعية على الوساطة تنفذ في 6 مناطق: التبانة، الأسواق، أبو سمرا، القبة، البداوي والميناء.
وقد شاركت في اللقاء إضافة إلى منسقة المشروع من قبل مرسي كور، ندى نجا، المنسقة الإدارية للمشروع من قبل مؤسسة الصفدي، سمر بولس، 40 سيدة وفتاة بين 18 و50 سنة، من مناطق القبة والأحياء القديمة في طرابلس، لديهن قاسم مشترك مع الوسطاء والقيمين على المشروع، وهو الرغبة الشديدة بأن يعيشوا وأبناءهم وعائلاتهم في بيئة آمنة، وأن تكون مدينتهم سالمة، وخالية من أية توترات أمنية أو إشكالات فردية.
وقد أدارت اللقاء عضوتان من فريق الوسطاء المحليين الذي سبق أن تدرب على تنفيذ وإدارة هذا النوع من التدخل، فتعرفت السيدات من الوسيطة مروة ملقي، على تفاصيل المشروع وأهدافه، تلاه عصف ذهني مع المشاركات بهدف تعريفهن بشكل مبسط على الوساطة، قبل شرح مفهومها العلمي وكيفية مقاربتها مع الواقع.
وقالت ملقي:"إن الوساطة عملية غير إلزامية، يساعد من خلالها شخص محايد(الوسيط)، الأطراف المتنازعة على حل النزاعات دون أي فرض أو تدخل في مسار ومضمون الحل"، وشددت "على أهمية الوساطة في تعزيز الحوار والإصغاء الفعال، ليتمكن كل طرف من تفهم موقف الطرف الآخر"، معتبرة "أن الوساطة هي مسار بديل عن المحاكم وما يترتب عنها من آثار مادية ومعنوية، كما أنها تختصر الكثير من الوقت".
ثم خضعت المشاركات إلى تمرين يشرح فكرة الاختلاف في وجهات النظر وكيف يمكن لحقيقة واحدة أن يراها الأطراف بشكل مختلف وكل من وجهة نظره، وذلك عن طريق استخدام مجموعة من الصور الذهنية والوهمية.
بدورها، تولت الوسيطة سارة رستم، التعريف عن دور الوسيط المحلي وإطار تدخله، في الأحياء والمناطق، وتحفيزه المجتمع المحلي على اللجوء إلى الوساطة لحل النزاع، مع التركيز على أهمية دوره في مواكبة الأطراف المتنازعة بهدف البحث عن حل مرضي للطرفين. ثم حددت مجالات تدخل الوسيط: الخلاف العائلي، الخلاف بين الجيران، الخلاف بين شباب الحي الواحد والخلاف في العمل.
وبعد العرض المفصل عن الوساطة، فتح باب النقاش، فطرحت السيدات أسئلة تركزت في غالبيتها على الوساطة كمفهوم وكوسيلة واقعية قابلة للتطبيق في المنزل أولا، قبل الانطلاق إلى الجيران والمحيط المحلي.
وفي نهاية اللقاء، وزعت مطبوعات على المشاركات تضمنت كافة المعلومات التي تمت مناقشتها مع رقم هاتف إدارة المشروع للتبليغ في حال دعت الحاجة إلى التدخل من خلال وسيط محلي.