تراجع المؤشرات الاقتصادية لا يقتصر فقط على القطاعات السياحية والصناعية والتجارية، وما ينتج عن تلك المؤشرات السلبية من نتائج وتداعيات على الاسواق الاستهلاكية، ومدى تأثيرها بنسب متفاوتة على الطبقات الاجتماعية، غنية كانت ام فقيرة، او متوسطة الحال. قطاع النقل بمختلف وسائله ينال نصيبه من التراجع، خصوصا في اقتناء السيارات من قبل المواطنين كوسيلة للتنقل من وإلى العمل، في غياب النقل العام المنظم.
يراوح الرقم الاجمالي للسيارات الجديدة والمستعملة المستوردة، التي تم تسجيلها خلال الاشهر العشرة الاولى من العام 2014، مكانه مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2013 وسجل انخفاضاً نسبته 7 في المئة مقارنة مع العام 2012 و 12 في المئة مقارنة مع 2011. اما رقم السيارات الجديدة والمستعملة المستوردة والمسجلة في لبنان في شهرتشرين الاول 2014 فقد انخفض 1 في المئة مقارنة مع شهر ايلول 2014.
تشير «جمعية مستوردي السيارات، لـ «السفير» الى انه «برغم الحملات التسويقية الكبيرة، التي قام بها وكلاء السيارات، فإن مبيعات السيارات الجديدة انخفضت 5.2 في المئة خلال شهر تشرين الاول 2014 مقارنة مع شهر ايلول 2014. لكن هذا الوضع لا يعكس الجهد الذي يقوم به اصحاب الشركات للمحافظة على استمرار الحركة الاقتصادية والتجارية وعلى شركاتهم وموظفيهم في ظل الوضع السياسي والاجتماعي والامني المتردي».
توضح الجمعية ان «اكثر من 90 في المئة من السيارات الجديدة المسجلة هي من الحجم الصغير ذي الاسعار المنخفضة (اقل من 15.000دولار). ان السيارات الفخمة ذات السعر الذي يزيد عن مئة الف دولار لا تمثل اكثر من 3.5 في المئة من السيارات الجديدة المسجلة».
إقبال على السيارات الصغيرة
هذا الوضع في سوق مبيع السيارات الجديدة يؤشر الى ازدياد الطلب على شراء السيارات الصغيرة، نظراً لارتفاع كلفة المحروقات، وعدم وجود نقل عام منظم، والمنافسة الشرسة بين الوكلاء، الامر الذي يعني انخفاضاً في قيمة المبيع اجمالاً، وانخفاضاً في ارباح الشركات. لذلك فإن قطاع السيارات الجديدة يعاني كبقية القطاعات في لبنان من الازمة الاقتصادية اولا، ومن الاوضاع الامنية المتنقلة، وأخيرا من الوضع العام غير المستقر نظرا للفراغ في موقع رئاسة الجمهورية وتداعيات النزوح السوري الى لبنان، كلها أسباب تدفع الزبائن الى الاستغناء عن شراء السيارات الكبيرة والفخمة، واللجوء الى السيارات الصغيرة.
إحصاءات «جمعية المستوردين»
ووفق إحصاءات «جمعيّة مستوردي السيّارات»، تراجعت مبيعات السيّارات الجديدة في لبنان إلى 3273 سيّارة خلال شهر تشرين الأوّل من العام 2014، مقابل 3454 سيّارة خلال شهر أيلول و 3123 سيّارة في شهر تشرين الأوّل من العام السابق. أمّا على صعيدٍ تراكميٍّ، فقد زادت مبيعات السيّارات الجديدة في لبنان بنسبة 7.94 في المئة سنويّاً إلى 32084 سيّارة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام 2014 ، مقابل 29724 سيّارة خلال الفترة نفسها من العام 2013.
وفي التفاصيل، ارتفعت مبيعات السيّارات اليابانيّة بنسبة 35.11 في المئة على صعيدٍ سنويّ إلى 10860 سيّارة، في حين تراجعت مبيعات السيّارات الأوروبيّة والكوريّة والأميركيّة والصينيّة بنسبة 0.41 في المئة و1.37 في المئة و6.43 في المئة و23.86 في المئة إلى 5816 سيّارة و13410 سيّارات و1529 سيّارة و469 سيّارة بالتتالي. وقد تصدّرت السيّارات الكوريّة الصنع لائحة مبيعات السيّارات الجديدة في لبنان بحيث بلغت حصّتها من السوق 41.80 في المئة حتى شهر تشرين الأوّل من العام 2014، تلتها السيّارات اليابانيّة بنسبة 33.85 في المئة، والسيّارات الأوروبيّة الصنع بنسبة 18.13 في المئة ومن ثمّ السيّارات الأميركيّة بنسبة 4.77 في المئة والصينيّة 1.46 في المئة.
أمّا بالنسبة لطراز السيّارات المبيعة، فقد حافظت ماركة «كيا» الكوريّة على مركزها الاول لجهة مبيعات السيّارات الجديدة مع تسجيل مبيع 7247 سيّارة وما نسبته 22.59 في المئة من إجمالي مبيعات السيّارات الجديدة، تلتها ماركة «هيونداي» الكوريّة 6157 سيارة وما نسبته 19.19 في المئة وماركة «تويوتا» اليابانيّة 4141 سيّارة وما نسبته 12.91 في المئة.
في السياق ذاته بلغ اجمالي مبيع السيارت من الماركات الاخرى خلال العشرة اشهر، الارقام الآتية: أودي 607 سيارات، مازدا 624 سيارة، مرسيدس 678 ، شفروليه 809 ، ميتسوبيشي 955 ، رينو 1109، نيسان 3992 سيارة.

"السفير - عدنان حمدان"