وقع قبل ظهر اليوم في مقر مجلس الانماء والاعمار اتفاق قرض بقيمة 50 مليون يوان صيني (نحو 8 ملايين دولار اميركي) بفائدة صفر في المئة، في اطار التعاون الفني والاقتصادي بين الصين ولبنان، وبعد موافقة مجلس الوزراء بقراره 20 تاريخ 13/11/2014، على ان تحدد وجهة الاستعمال باتفاق لاحق بين الحكومتين.
ووقع عن الجانب الصيني السفير جيانغ جيانغ وعن الجانب اللبناني رئيس مجلس الانماء والاعمار المهندس نبيل الجسر.
الجسر
وبعد التوقيع، رحب الجسر بسفير الصين وشكره على "مبادراته وقد وقعنا اتفاق قرض من دون فوائد، وهذا القرض نسدده بضائع لبنانية، وهو فقط على 10 سنوات على ان نسدده 10 في المئة كل سنة بضائع لبنانية".
واشار الى "ان قيمة القرض 50 مليون يوان صيني يساوي ما يزيد عن 8 ملايين دولار".
واضاف: "لقد أبلغني سفير الصين ان الحكومة الصينية وافقت على اتفاق قرض جديد بقيمة 50 مليون يوان صيني من دون فائدة. وستقدم معونة بمبلغ 20 مليون يوان صيني وبدأنا الاجراءات لاخذ موافقة الحكومة اللبنانية على القرض والمعونة".
وشكر دولة الصين "الذي تشهد تطورا بارزا وثورة عمرانية يجب ان نفيد كلبنانيين من هذه التجربة الصينية".
سفير الصين
وقال سفير الصين: "وقعنا انا والسيد نبيل الجسر رئيس مجلس الانماء والاعمار اتفاق التعاون الاقتصادي والفني بين الحكومتين الصينية واللبنانية، والذي بموجبه ستقدم الحكومة الصينية قرضا من دون فائدة بمبلغ 50 مليون يوان صيني (يساوي ما يزيد عن 8 ملايين دولار اميركي) الى الحكومة اللبنانية. وبالاضافة الى ذلك ، سلمت الى السيد الجسر مذكرة يعلن فيها ان الحكومة الصينية ستقدم الى الحكومة اللبنانية معونة بمبلغ 20 مليون يوان صيني (يساوي ما يزيد عن 3 ملايين دولار اميركي) وقرضا من دون فائدة بمبلغ 50 مليون يوان صيني (يساوي ما يزيد عن 8 ملايين دولار اميركي)، تعبيرا عن مشاعر الصين الودية تجاه لبنان حكومة وشعبا ومن اجل تطوير وتوطيد علاقات التعاون والصداقة بين البلدين الصين ولبنان. ان المساعدات المذكورة ستستخدم لتنفيذ المشاريع الاقتصادية والفنية التي تتفق عليها الحكومتان الصينية واللبنانية، بما يخدم مصلحة الشعب اللبناني".
واضاف: "ان الصين تعتبر اكبر دولة نامية في العالم خلال مسار تنميتها، تتمسك بتلاحم مصلحة الشعب الصيني مع مصالح شعوب بلدان العالم، بحيث تقدم الصين ما في وسعها من المساعدات الى الدول النامية الاخرى في اطار التعاون بين بلدان الجنوب، حينما نسعى الى تحقيق الحلم الصيني لنهضة الامة الصينية، نجهد لتخدم تنمية الصين مصالح بلدان العالم جمعاء، بما فيها الدول العربية".
وتابع: "منذ عام 1996، قدمت الحكومة الصينية الى الحكومة اللبنانية المساعدات الاقتصادية الفنية بكل انواعها، وتم تنفيذ بضعة عشر مشروعا للمساعدات المادية مثل اجهزة تفتيش الحاويات ومعدات العلاج الطبي والمستلزمات التعليمية والتربوية. ومن اجل تخفيف الاعباء التي يتحملها المجتمع اللبناني بسبب تدفق النازحين السوريين، قدمت الحكومة الصينية بطريقة ثنائية ما يزيد عن 9 ملايين دولار اميركي من المساعدات الانسانية الى لبنان. فضلا عن ذلك، أجرت الحكومة الصينية التعاون مع الحكومة اللبنانية لمشاريع تطوير الموارد البشرية حتى السنة الجارية. لقد شارك اكثر من 500 صديق لبناني في الدورات التدريبية والندوات في الصين، والتي تشمل المجالات الاقتصادية والديبلوماسية والثقافية وغيرها. ان المساعدات الصينية للبنان لا يرافقها أي شرط سياسي، اذ تتمسك الصين دائما بالمبادئ الاساسية المتمثلة في الاحترام المتبادل والمساواة والتزام الوعد والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك".
وقال: "عندما نعرض التاريخ، نجد ان التواصل والتبادل بين الصين ولبنان يعود الى زمن سحيق. فقبل اكثر من 2000 عام، كان طريق الحرير العريق يربط بين البلدين. اما في عصرنا الحاضر، فيتعامل البلدان الصين ولبنان مع بعضهما البعض بكل الاحترام والصدق تكريسا للصداقة التاريخية بحيث يتبادلان التفاهم والثقة والدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الحيوية والهموم الكبرى للطرف الاخر. في ظل تغيرات الاوضاع العالمية، طرح الرئيس الصيني شي جينيينغ في العام الماضي مبادرة "الحزام الاقتصادي بطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري في القرن ال 21". يعتبر لبنان شريكا مهما للصين خلال انشاء "الحزام مع الطريق"، فإن الصين على استعداد لتقاسم الفرص مع لبنان وجبه التحديات جنبا لجنب، لتعميق الصداقة التقليدية باستمرار وتوسيع التعاون العملي، مما يرتقي بالعلاقات الثنائية الى مستويات جديدة".