شهدت دمشق نشاطاً كبيراً على مختلف الأصعدة ولا سيما على الصعيد الاقتصادي حيث تم خلال تشرين الثاني الماضي إقامة معرضين الأول لإعادة الإعمار تحت عنوان " السوريون يبنون سورية" والثاني للصناعات الغذائية والتعبئة والتغليف (فود إكسبو) تحت شعار "معا لدفع عجلة النمو الاقتصادي من أجل سوريا أفضل".
ويأتي قيام المعرضين بعد نحو أربعة أعوام من الأزمة السورية التي تركت آثارا سلبية على قطاع الصناعة في البلاد، ما يؤشر الى انطلاق قاطرة المعارض والحركة الاقتصادية في سورية.
إعادة الإعمار
وكان المعرض الأول لإعادة إعمار سورية الذي نظمته المؤسسة السورية الدولية للتسويق – ولاسيما برعاية وزير الأشغال السوري المهندس حسين عرنوس، قد أقيم بمشاركة أربعين شركة من كبرى الشركات الوطنية العاملة في مجالات تشمل خدمات البناء والإنشاء والخدمات العقارية والهندسية والإكساء الداخلي والخارجي والطاقة والقوى المحركة والاستشارات الفنية والتخطيط وتطوير الاستثمار العقاري والبنى التحتية والتعهدات الميكانيكية والبنوك وشركات النقل وشركات التأمين.
عرنوس
وعلى هامش هذا المؤتمر أكد الوزيرعرنوس لـ"الصناعة والاقتصاد" أن "إقامة المعرض في هذا الوقت تعني أن حركة إعادة الإعمار بشكل متسارع قد بدأت، فمشاركة الشركات في المعرض تأني من قناعتها بأهمية هذا المعرض والإفادة التي يحملها لها في السوق".
وأضاف: "نحن كدولة مقتنعون بشكل مطلق ولم نوقف عملية الإعمار يوماً، وأود أن أؤكد أن هذه الحركة ستتسارع مع تحسن الواقع الأمني وتقدم جيشنا الباسل على أرض المعركة".
وتابع: "نحن نقيّم دور الأصدقاء الذين وقفوا معنا في هذه الأزمة، وهناك عدة شركات لبنانية عرضت على سفيرنا في لبنان أن تضع إمكانياتها تحت تصرف سوريا في إعادة الإعمار. وهذه المشاركة تؤكد صدق نوايا هؤلاء الأصدقاء".
وأكد عرنوس " أن سوريا سيبنيها أبناؤها مقيمين كانوا أو مغتربين، وأن أصدقاء سوريا سيكون لهم دور في عملية البناء هذه".
ورأى أن "المعرض يحمل مؤشرا قويا على تعافي الاقتصاد، وعلى تصميم رجال الأعمال على أن شركاتهم تعمل على أرض الوطن حالياً".
طيارة
من جهة أخرى، أوضح مدير المؤسسة الدولية للتسويق موفق طيارة " أن المعرض يأتي استجابة للواقع الذي تعيشه سورية وما تتطلبه عملية إعادة الإعمار من مشاركة الفاعليات الاقتصادية الوطنية كافة بشقيها التجاري والصناعي، وأشار إلى أن المؤسسة تسعى من خلال المعرض والمشاركين فيه إلى الإسهام في رسم ملامح استراتيجية للعمل خلال المرحلة المقبلة والعودة إلى الإنتاج والتحضير لعملية إعادة الإعمار رغم حدة العقوبات، مؤكداً أن هدف المعرض التقاء المورد الوطني والدولي لخدمات أعمال البناء فضلاً عن استقطاب التقنيات الحديثة ولا سيما أنه يتضمن أجنحة ستعرض آخر ما تم إنتاجه من معدات وتقنيات خدمية عالمية".
محاضرات
وجرى على هامش المعرض إقامة محاضرات بإشراف وزارة الأشغال العامة والشركات التابعة لها وألقت الشركة العامة للبناء والتعمير محاضرة تناولت الإجراءات العملية التي ستتخذها الشركة للأيام المقبلة، كما ألقت الشركة العامة للدراسات محاضرتين تتناول الأولى عملية الكشف على الأبنية المتضررة والثانية تدرس إعادة تدوير نواتج مخلفات الأبنية المتضررة، كما ألقت بعض الشركات الخاصة كشركة L G وشركة هيلتي سورية وشركة أي بي تك وشركة ابيكو محاضرات تتناول جوانب عملية لإعادة الإعمار وخطط هذه الشركات في هذا المجال.
الصناعات الغذائية
كما شهدت دمشق معرض للصناعات الغذائية والتعبئة والتغليف (فود إكسبو) تحت شعار "معا لدفع عجلة النمو الاقتصادي من أجل سوريا أفضل". وشارك في المعرض الذي تنظمه مجموعة (دلتا) للاقتصاد والأعمال بالتعاون مع وزارة الصناعة واتحادي غرف الصناعة والتجارة في سوريا، كبرى الشركات الوطنية العاملة في مجال الصناعات الغذائية.
واستمر المعرض ثلاثة أيام عرض خلالها منتجات غذائية متنوعة، إضافة إلى آلات التعبئة والتغليف وموادها والمؤسسات والبنوك وصناديق التنمية والتمويل.
شماع: حضور بارز للصناعات الغذائية
وأشار مدير عام مجموعة (دلتا) للاقتصاد والأعمال غياث شماع الى أن "تنظيم المعرض يؤكد الحضور البارز للصناعات الغذائية على الساحة الوطنية وسعي شركاتها بكل الإمكانات المتاحة رغم الظروف التي تمر بها سوريا إلى سد احتياجات السوق المحلية من منتجاتها".
وأكد شماع أهمية عودة الصناعات الغذائية السورية إلى سابق عهدها وتقديم سبل الدعم والمساعدة لها من الجهات المعنية كافة لتتمكن من الاستمرار في عملها والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وتصنيع المواد الأولية وتحقيق قيمة مضافة أعلى على هذه المواد المتوفرة محليا وتشغيل الأيدي العاملة والتصدير إلى الخارج بما يسهم في رفد خزينة الدولة من النقد الأجنبي.
وأعرب مشاركون في المعرض عن أهميته بعد أربعة أعوام من انقطاع وغياب مثل هذه المعارض المتخصصة بسبب الأزمة الناشبة في البلاد.
ودعا هؤلاء التجار والصناعيين الذين رحلوا إلى خارج سوريا إلى العودة والمساهمة في إعادة تدوير عجلة الصناعة من جديد، لافتين إلى أن الوضع الآن أصبح أفضل من ذي قبل.