اعلن وزير الصناعة حسين الحاج حسن عن "انخفاض الصادرات اللبنانية مقابل ارتفاع حجم الواردات، متوقعا أن يصل العجز في الميزان التجاري إلى 17 مليار دولار هذه السنة. ورأى، خلال ورشة عمل نظمتها «المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان» (ايدال) تحت عنوان: «التصدير إلى روسيا»، أن السوق الإقليمي مربك بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية والاضطرابات القائمة في المنطقة. إلا أن لبنان يشهد استقرارا نسبيا قياسا إلى الدول الإقليمية.
واعتبر أن إعادة تنشيط الاقتصاد اللبناني تكون من خلال زيادة الصادرات سواء إلى الأسواق التقليدية التي تشهد تراجعا في الطلب، أو إلى أسواق جديدة في الاتحاد الأوروبي وأميركا وروسيا وشرق آسيا.
وأوضح أن دور القطاع العام في العلاقات اللبنانية الروسية يتمثل بوضع الإطار القانون والاتفاقيات ومعالجة العقبات ودراسة المواصفات، في حين أن دور القطاع الخاص يتمثّل بالتفتيش عن شركاء. وهي مهمة يجب التركيز عليها وعدم اعتبارها ظرفية كي يصبح لبنان من بين الدول المصدّرة إلى روسيا.
عيتاني
من جهته، أشار رئيس مجلس إدارة «ايدال» المهندس نبيل عيتاني إلى أن دراسة أعدتها "ايدال" بينت أن روسيا تشكل اليوم سوقا مهمة جدا بالنسبة إلى المنتجات اللبنانية من قطاعي الزراعة والصناعات الغذائية. فهي اليوم تستورد ما يزيد عن 50 في المئة من استهلاكها المحلي من الطعام والشراب، بحجم يصل إلى حدود 40 مليار دولار في العام 2013.
وأضاف: " إن لبنان يمتلك مقومات واعدة وعديدة لتحقيق حاجات الأسواق الاستهلاكية بفضل المزايا التفاضلية التي يتمتع بها إنتاجه لاسيما النوعية العالية وعلامة "صنع في لبنان"". وأشار إلى أن الصادرات الزراعية عبر برنامج Agri Plus وصلت إلى 500 ألف طن العام الماضي. وتهدف المؤسسة إلى رفع هذه الكمية إلى 700 ألف طن خلال السنوات الثلاثة المقبلة. أما قطاع الصناعات الغذائية اللبنانية، فقد بات يمتلك القدرة على المنافسة في الأسواق العالمية بعد دخول العديد من الاستثمارات الجديدة إليه خلال السنوات الأخيرة. وهذا ما يجعلنا نلتزم مع الطرف الروسي في إطار شراكة رابحة بالنسبة إلى الجهتين.
وأعلن عيتاني عن القيام بخطوات لاحقة تتمثل بتنظيم زيارات عمل إلى روسيا حيث تُعقد لقاءات ثنائية بين المصدّرين المهتمين والشركات الروسية الراغبة بالاستيراد من لبنان.
القصار
بدوره، أوضح الرئيس الفخري لـ«اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة العربية» عدنان القصار أن «حجم التبادل التجاري بين روسيا ولبنان حاليا لا يتناسب مع متانة وعمق العلاقات بين البلدين، ولا مع الإمكانيات والفرص المتوفرة لدى الطرفين، خصوصا أن الصادرات اللبنانية إلى روسيا متواضعة للغاية، وقُدّرت في العام 2013 بنحو 12 ألف دولار فقط، في مقابل 918 ألف دولار للصادرات الروسية إلى لبنان».
وقال: "إننا اليوم أمام فرصة ممتازة قد لا تتكرر لكي نوسع ونعمق مجالات تصدير السلع والمنتجات اللبنانية إلى السوق الروسي الذي يعتبر من أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم، مع التركيز على المزايا النوعية والتنافسية لسلعنا ومنتجاتنا خصوصا أن هناك دولا عديدة تتنافس حاليا للدخول إلى السوق الروسية، وتستهدف مضاعفة حجم صادراتها الزراعية إلى روسيا. ودعا إلى بناء علاقات شراكة دائمة وطويلة الأمد.
زاسبكين
ورأى السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين "أننا اليوم دخلنا مرحلة انتقالية على الصعد كافة، سواء السياسية أو الاقتصادية أو المالية في ضوء حاجة الأنظمة القائمة إلى تعديلات. وقال إن المطلوب من روسيا إعادة النظر في أمور كثيرة ومنها العلاقات الاقتصادية والتجارية. وأوضح أن العلاقة مع لبنان تقليدية، لكننا اليوم أمام فرصة لتحقيق قفزة نوعية، لا تكون موقتة بل تستمر طويلا".
حكيم
وأثنى وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم على «مبادرة التصدير إلى روسيا التي جـاءت نتيـجة تعاون وجهد مشتركين بين الوزارات المعنية والهيئات الاقتصادية». واقترح حكيم السير وفق خطة ترتكز على جديد السلع المطلوبة، تحديد الشركات اللبـنانية التي تنتج هذه السلع والشركات اللبنانية التي تصدر إلى روسيا، إضافةً إلى تحديد وسائل النقل المناسبة، تطوير الاتفاقيات الموجودة، تفعيل لجنة الأعمال المشتركة اللبنانية ـ الروسية».
تسيبولين
وكانت كلمة عن السوق الروسي ألقاها السكرتير الأول لدى سفارة روسيا الفيدرالية روديون تسيبولين أشار فيها إلى أن حجم السوق الروسية للفاكهة والخضار يقدر بحوالي 7 مليار دولار سنويا، وهو ينمو بمعدل ثابت بين 10 و15 في المئة".
وأكدت مديرة برنامج UNDP في وزارة الاقتصاد والتجارة رفيف برو أن حجم الصادرات اللبنانية إلى روسيا ضئيل خصوصا إذا ما قارناه مع معدلات تصدير الدول العربية إليها.
وكانت مداخلات أيضا لممثلين عن ثلاث شركات للشحن البحري هي CGM CMA وأركاس ليفانت ليبانون وSeago حول الإجراءات والتدابير المتبعة للتصدير إلى روسيا، ومداخلة للخبير الاقتصادي في «ايدال» عباس رمضان عرض فيها العلاقات اللبنانية الروسية، والأصناف المستوردة والمصدّرة.