حاضنة أعمال غرفة طرابلس والشمال.. الأفضل في لبنان منذ 2009
حامدي: قدراتنا كبيرة
هي قصة نجاح لمشاريع الإتحاد الأوروبي في لبنان، ومثال يحتذى به لناحية جودة خدماتها المقدّمة، إنها حاضنة أعمال غرفة طرابلس والشمال التي أبصرت النور عام 2006 مباشرة بعد حرب تموز، وعملت على مدى 9 أعوام بنجاح كبير مقدمةً خدماتها إلى ما يقارب 2500 رجل وسيدة أعمال ومنشأة إقتصادية.
وتقدّم الحاضنة خدمات على مستوى عالٍ من الأهمية وتتعلّق بالحصول على التمويل، وولوج الأسواق العربية والعالميّة، تسهيل الإجراءات والتدريب على الأعمال، إستشارات الأعمال في كل منطقة الشمال، وخدمات أساسية أخرى عبر التشبيك مع الشركاء الدوليين والعرب، وخدمات شبه مجّانية عبر حضانة الأعمال داخل مقرّها الذي يحتوي في جزء منه على مكاتب وطاولات تقدّم للراغبين بإطلاق أعمالهم.
شدّد مدير حاضنة أعمال غرفة طرابلس والشمال فواز حامدي في حديثٍ مع "الصناعة والإقتصاد" على أهمية دور الحاضنة في ظل وجود حقيقي لشرائح واسعة في عمر الشباب تتلهّف إلى تلقّي كل أنواع الدعم لمشاريعهم الفاعلة التي تحرّك لديهم الكثير من الحوافز لتحقيق طموحاتهم في بلورة أفكارهم وترجمتها إلى واقع فعلي قائم.
وكشف أن معظم طالبي خدمات الحاضنة هم من عنصر الشباب، تُقدّم لهم مكاتب ليباشروا منها عملهم بمساعدة الحاضنة عبر الخدمات التي تقدّمها. وأعلن أن طالبي خدمات الحاضنة ينقسمون إلى قسمين: قسم يتميّز بمبادرة جديّة ويتسم بمهنية عالية إذ يقوم بأعمال معقّدة ويساعده خبراء في إتمامها ليصل إلى أهدافه التي تحمل طابعاً إقتصادياً ويميّزها الإبتكار والإبداع، وقسم آخر يضم شبابا توجّهوا لتأسيس عمل لهم بسبب غياب فرص العمل. وهؤلاء تحمل مبادراتهم طابعا إقتصاديا وإجتماعيا، وتوليها الحاضنة إهتماماً كبيراً إنطلاقا من قناعتها أنَّ قساوة الظروف وارتفاع معدلات الفقر يرفعان معدل هذه المبادرات ويجعلانها أكثر جديّة.
نمو أعمال الحاضنة
وكشف حامدي أنَّ حاضنة الأعمال نفذّت 18 مشروعاً تمحّورت حول كيفية تقديم الدعم للمنشآت والمشاريع المتناهية الصغر إضافة إلى تمكين المرأة إقتصادياً. وتوقّع أن تنمو أعمال الحاضنة خلال السنوات المقبلة بمعدل ثلاثة أضعاف إذ إنَّ هذه الأعمال تميّزت خلال السنوات الأخيرة بمستويات نمو واضحة وثابتة.
واعتبر أنَّ تعامل الحاضنة مع أكثر من 2500 شخص أسسوا لأعمالها يظهر حجم الإنفتاح الكبير الذي تمارسه في عملها. ولفت إلى وجود العديد من قصص النجاح لأشخاص بدأوا عملهم مع حاضنة الأعمال وأسسوا لشركات تضم عشرات الموظفين وتسجل نجاحات ليس فقط على صعيد لبنان إنّما في الخارج أيضاً.
وفي ردٍ على سؤال حول وجود خطة معيّنة تعمل وفقها الحاضنة، ردّ حامدي: "التخطيط الإستراتيجي للدولة بدأ في عام 2013 حيث تمَّ وضع خطط للقطاع الزراعي والبيئي. والحاضنة كقطاع خاص تعمل على التخطيط ضمن هذه المظلّة عبر التشبيك على هذه الخطط، وتضع المشاريع التي تنفّذها في إطار إستراتيجي بحيث يتضمن أهدافا ونشاطات معيّنة تتم متابعتها بشكلٍ دقيق".
وأضاف: "من غير الممكن أن يكون للحاضنة خطة مستقلّة عمّا يدور في البلد، نحن هدفنا زيادة الحوار بين القطاع الخاص والدولة ولا سيما أن المانحين الدوليين يأتون من خلال الدولة اللبنانية ومؤسساتها".
التواصل مع المبادرين
وأوضح أن الغرفة تتواصل مع المبادرين عبر غرفة طرابلس، إضافة إلى برنامج عمل مموّل من الإتحاد الأوروبي يعمل على تعزيز التواصل وجذب المبادرين عبر آليات تتضمن زيارة الجامعات والبلديات، والإطلاع على لوائح بأسماء أصحاب الأعمال من غرفة طرابلس بهدف متابعة الأعمال الموجودة وتقديم الدعم لها وضمان تطورها ضمن استراتيجية معينة.
وشدد على أن قدرة الحاضنة على خدمة رجال وسيدات الأعمال والمنشآت الإقتصادية كبيرة جداً، إذ تضم فريق عمل يتألّف من 14 خبيرا حقّق نجاحات كبيرة على مدى 9 سنوات، في ظل وجود برامج مانحين دوليين ومؤسسات دولية يأتي الإتحاد الأوروبي في طليعتها.
وقال: " حقّقنا نجاحات كثيرة في مضمار دعم وتشجيع وتطوير المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، ما أضفى على دور الحاضنة أهمية كبيرة إذ كرّسه الطابع الديناميكي والحيوي الذي يتّسم به أداء فريق العمل الإداري والتقني."
وأضاف: "نستطيع أن نقدّم الكثير للأشخاص، طبعاً نحن لا نوزّع مالاً في النهاية بل نرشدهم الى الطريق الصحيحة في الأعمال. وعندما يكونون هم جديّون تكون طريق النجاح مفتوحة أمامهم بوجود خدمات الحاضنة وبرامج تمويل مثل كفالات وصناديق الاستثمار والقروض المتناهية الصغر وصناديق الإستثمار المحلية والوطنية إضافة إلى منح من قبل مانحين دوليين".