مشاركة لبنانية رسمية وصناعية واسعة في معرض بغداد الدولي
الحاج حسن: لإعادة العمل باتفاقية الاعتراف بشهادات المطابقة
الجميّل: متمسّكون بأفضل العلاقات
قام وزير الصناعة حسين الحاج حسن بزيارة إلى العراق وصفها المتابعون بالناجحة جداً نظراً للإيجابيات التي أظهرتها اللقاءات التي عقدت خلالها.
وشارك الحاج حسن والوفد اللبناني خلال الزيارة في الإفتتاح الرسمي لمعرض بغداد الدولي الذي جرى برعاية وحضور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وضمّ الوفد اللبناني مدير عام مؤسسة المقاييس والمواصفات المهندسة لينا درغام والمدير الإداري والمالي في معهد البحوث الصناعية سليم كفوري ونائب رئيس جمعية الصناعيين جورج نصراوي ورئيس تجمع صناعيي الضاحية أسامة حلباوي، نقيب أصحاب الصناعات الغذائية منير البساط، عضو مجلس إدارة الجمعية شوقي الدكاش، رئيس مجلس رجال الأعمال اللبنانيين – العراقيين عبد الودود نصولي، ورئيس نقابة الفلاحين ابراهيم ترشيشي وعدد كبير من الصناعيين. ثم افتتح الوزير الحاج حسن الجناح اللبناني في المعرض.
ولقد حجز الصناعيون اللبنانيون جناحاً مساحته تسعون متراً مربّعاً بعد طول غياب عن المشاركة في معرض بغداد الدولي. وتتوزّع المؤسسات العارضة بين الصناعات الغذائية والدوائية والكابلات الكهربائية والآلات الصناعية وأجهزة الإنارة.
إجتماع موسّع
وكان الحاج حسن قد استهل زيارته الرسمية إلى العراق باجتماع ثنائي مع رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي، تلاه اجتماع موسّع بحضور وزير الصناعة العراقي الدكتور محمد الدراجي والقائم بالأعمال في السفارة اللبنانية في بغداد وليد الغصيني ورئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين الدكتور فادي الجميّل.
وأوضح الحاج حسن خلال الإجتماع أن تطوير العلاقات الثنائية بين لبنان والعراق يتمّ من خلال تسهيل التبادل والصادرات اللبنانية باتجاه السوق العراقية، ومن خلال وجود رغبة لدى رجال الأعمال اللبنانيين بالاستثمار في العراق، فضلاً عن تسهيل عمل وأنشطة اللبنانيين الموجودين أصلاً في العراق وهم مستثمرون في مشاريع صناعية وتجارية وسياحية متعدّدة.
من جهته، شجّع العبادي على الاستثمار في العراق، واعداً بتقديم كل التسهيلات للبنانيين، معرباً عن تمنياته بحصول تكامل وتفاعل إقتصادي وصناعي وتجاري وتبادلي أكبر بين لبنان والعراق، موجهاً تحية إعجاب إلى رجال الأعمال اللبنانيين المبدعين في قطاعات عديدة.
الدراجي
وتحدث الوزير الدراجي عن " الميزات التي يتمتع بها رجل الأعمال اللبناني وأولها الجرأة والإقدام وحسن الإدارة والسرعة في اتخاذ القرارات." وقال:" إذا كان أي رجل أعمال يفكر كثيراً قبل المجيء إلى العراق للاستثمار، فإن اللبناني يفكر مرة واحدة ويأخذ قراره ويأتي إلينا. إن ما يهمنا أيضاً في العراق هو الاستفادة من القطاع المصرفي اللبناني الذي يضمن حرية نقل الأموال والعمل بمواصفات شبيهة بالمصارف العالمية."
معوقات التبادل
كما عقد الحاج حسن اجتماعين مع كلّ من وزير الصناعة الدكتور محمد الدرّاجي ووزير العمل والتجارة المهندس محمد السوداني. وجرى التركيز على ضرورة تفعيل التعاون على مختلف الأصعدة خصوصاً مع عودة المشاركة اللبنانية في معرض بغداد الدولي لأول مرّة منذ العام 2003.
وطرح الحاج حسن مجموعة من المعوقات التي تعترض تكبير حجم التبادل ومن بينها رسم الإعمار، وفرض رسوم جمركية على الأسمنت، وعدم تسجيل مصانع الأدوية اللبنانية، داعياً إلى إعادة العمل باتفاقية الإعتراف المتبادل بشهادات المطابقة، ولا سيما أن الصناعة اللبنانية تتميز بالجودة والمواصفات.
تفعيل العلاقات
كما بحث الوفد اللبناني مع وزير العمل والتجارة المهندس محمد السوداني مسألة تفعيل العلاقات وإزالة المعوقات ولا سيما في ظل عدم وجود عوائق قانونية مانعة، وإنما بعض الإجراءات العملية التي تحتاج إلى معالجات إدارية وإجرائية وميدانية.
وأكد السوداني أن أبواب العراق مفتوحة أمام اللبنانيين، وأن العراق عاود تنظيم معارض متخصصة في مختلف المحافظات، داعياً إلى المشاركة فيها.
زيادة التصدير
إختتم الحاج حسن زيارته الرسمية إلى العراق بعقد سلسلة اجتماعات مع المسؤولين العراقيين. والتقى وزير التخطيط الدكتور سلمان علي الجميلي، وأشار الحاج حسن خلال اللقاء إلى أن "لبنان يتطلع إلى تكبير حجم اقتصادنا عبر زيادة تصدير منتجاتنا إلى الخارج، ولا سيما إلى العراق، كما نتطلع إلى المساهمة في تطوير القطاعين الصناعي والزراعي في العراق. "
وتطرّق الحاج حسن إلى موضوع التقييس والسيطرة النوعية، كاشفاً عن وجود اتفاقية حول الإعتراف المتبادل بشهادات المطابقة بين البلدين كان معمولاً بها منذ العام 2002 ولكن جمّدها الجانب العراقي العام 2009، وكلف شركتي SBS وVeritas بإعطاء الشهادات عن مطابقة الشحنة للمواصفات.
وقال:" صحيح أن هذا الإجراء يعتمده العراق مع كل الدول التي يستورد منها، لكن في الحقيقة نطالب باستثناء لبنان من هذا التدبير وتجديد العمل بالإتفاقية القديمة بعد إجراء التعديلات التي يراها الجانب العراقي مناسبة له".
الجميّل
ووصف رئيس جمعية الصناعيين الدكتور فادي الجميّل العلاقات بين البلدين بالجيّدة جداً، في ظلّ وجود سعي دائم للارتقاء بالعلاقات الإقتصادية لما فيه ضمان المصلحة المشتركة بين لبنان والعراق.
وركّز على قدرات القطاع الخاص اللبناني، وعلى مبادرات القطاع الصناعي على وجه التحديد ونجاحاته المحققة في البلدان الأكثر تطلباً مثل الولايات المتحدة وأوروبا وكندا وأستراليا وروسيا.
وقال: "إن دخول البضائع اللبنانية إلى هذه الأسواق أكسبنا خبرات إضافية من ناحية، وشكل برهاناً على عدم وجود مشكلة في النوعية ولا في المواصفات في الصناعة اللبنانية من ناحية أخرى. ونحن نؤكد أن لا مشكلة على هذا الصعيد في السوق العراقية التي تربطنا بها أفضل العلاقات والمعرفة الوثيقة والتاريخية، والتي نحن متمسكون بها، مع توجهنا إلى زيادة التبادل."