افتتاح غرفة تداول عالمية في جامعة الروح القدس برعاية بنك بيروت وحضور وزير التربية والتعليم العالي

افتتحت كلية إدارة الأعمال والعلوم التجارية في جامعة الروح القدس- الكسليك، برعاية بنك بيروت، غرفة التداول في حضور السفير البابوي في لبنان غبريال كاتشا، وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، النائب جان أوغاسبيان، رئيس الجامعة الأب الدكتور هادي محفوظ، رئيس مجلس إدارة ومدير عام بنك بيروت د. سليم صفير، عميد كلية إدارة الأعمال والعلوم التجارية البروفسور نعمة عازوري، وحشد من المسؤولين في بنك بيروت وأعضاء مجلس الجامعة وفعاليات اقتصادية ومصرفية واجتماعية وأكاديمية والطلاب.
يحشوشي
بدايةً، كانت كلمة للمسؤولة عن العلاقات الدولية الدكتورة ليا يحشوشي أشارت فيها إلى أنّ "جامعة الروح القدس كانت قد أنشأت غرفة التجارة Thompson’s Reuters للمهنيين والطلاب التي توفر فرصة معاينة الوقت الحقيقي والولوج التاريخي إلى البيانات المالية والمستجدات، بما في ذلك معلومات عن العملات والأسهم والسلع والسندات والمشتقات المالية والبيانات المالية الأخرى والمستجدات. ويذكر أن كلية إدارة الأعمال والعلوم التجارة في الجامعة كانت رائدة في المنطقة في العام 2004 عندما افتتحت أول غرفة للتداول تضاهي أكبر غرف التداول في العالم وأبرزها".
وأضافت: "سعيًا منها لأن تكون دائمًا السبّاقة، اتخذت جامعة الروح القدس على عاتقها تحديًا يتمثل بتجديد غرفة التداول، بدعم من بنك بيروت، ما يجعلها غرفة ذكية للتداول الآلي بشكل كامل، مجهزة بمنصة ذكية يمكن من خلالها مراقبة الغرفة بأكملها، فيديو-جدار وأكثر من 12 شاشة LED. هذا وتخدم هذه الغرفة المبدأ الأساسي الذي تعتمده الجامعة في رسالتها التعليمية، ألا وهي تشجيع وتعزيز التعلّم الذي يتيح للطلاب تطبيق الجانب النظري الذي اكتسبوه في الجامعة، في الحياة الواقعية. فسيتمكّنوا من اختبار تحليل البيانات المالية، هيكلة وتسعير المنتجات المعقدة، ومحاكاة الاستراتيجيات التي من شأنها أن تسهّل عملية صنع القرارات السليمة".
عازوري
ثم ألقى عميد كلية إدارة الأعمال والعلوم التجارية البروفسور نعمة عازوري كلمة اعتبر فيها أنّ "غرفة التداول التي نفتتحها اليوم، هي إحدى أفضل الغرف ليس في لبنان والمنطقة فحسب بل هي تضاهي المؤسسات الرائدة في العالم. وإنه لفخر لنا أن تدخل جامعة الروح القدس في شراكة مع بنك بيروت لتطوير هذا النوع من التسهيلات التي تهدف إلى تزويد المتخرجين بالمهارات التطبيقية المطلوبة ليتعايشوا مع البيئة التنافسية غير المستقرة السائدة في عصرنا هذا".
وتابع: "خير صدفة أن تجاور غرفة التداول مركز التميّز في التعليم والتعلم الذي يسلّط الضوء على أهمية استخدام التقنيات التعليمية المبتكرة والتدريب العملي على التعلّم، وهو ما تهدف إليه غرفة التداول التي أنشئت من أجل تحسين عملية التعلم عند الطلاب والمهنيين على حد سواء. هذا وسيخظى طلابنا بفرصة لاختبار، عن كثب، التشويق والضغوط التي يفرضها السوق المباشر، وبالتالي سيتميّزون عن أولئك الذين يحملون شهادات تقليدية في الشؤون المالية. وفي الواقع، إنّ غرفة التداول هذه لن تحضّرهم إلى العالم الفعلي إنّما ستُحضر إليهم العالم الفعلي".
وخلص بالقول: "يعبّر حفل الافتتاح هذا عن الإرادة القوية التي يتمتّع بها بنك بيروت كما يؤكّد على إصرار المؤسسات اللبنانية الناجحة لاستثمار طاقات شبابنا، وهذا ما يتطابق مع مبدأ الجامعة. لذا، سيبقى بنك بيروت صديقاً عزيزاً ودائماً للجامعة".
الأب محفوظ
بعدها، ألقى رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب الدكتور هادي محفوظ كلمة جاء فيها "الجمال، والتكنولوجيا والكفاءة هي ثلاثة مفاهيم أساسية تناسب لقاءنا اليوم، وهي كلها وجه من وجوه مفهومين عزيزين في الجامعة: الحب والتطوير. فقد بلغت التكنولوجيا أعلى درجاتها: مشروع هو الأول من نوعه في لبنان، غرفة للتداول تتمتّع ببرامج جد متقدمة وتقنيات جد متطوّرة".
وأضاف: "نفتتح، في هذه الأمسية، غرفة تداول جديدة ومتطورة بفضل دعم د. سليم صفير. وبهذا، نكون قد أدخلنا أفضل الممارسات والخبرات والتجهيزات الدولية إلى الإطار الجامعي المحلي. ومن شأن هذا الانفتاح على المعايير الدولية أن يساعد الإطار الجامعي المحلي على رفع معاييره الخاصة والتأثير إيجاباً في الإطار الدولي. ونملك، بالفعل، على هذه الأرض، "بيتاً فريداً مشتركاً"، يقع على عاتقنا أن نبنيه يداً بيد وأن نعتني به. هذا هو الإيمان العميق والراسخ لدى د. صفير، والذي يذكرنا أيضاً بعنوان الرسالة البابوية الأخيرة لقداسة البابا فرنسيس حول قضية البيئة: "كن مسبّحاً. حول العناية بالبيت المشترك".
كما أمل الأب محفوظ أن "يحافظ الطلاب، عند التداول في الأسواق الاقتصادية والمالية، على الإيمان نفسه والالتزام بتعاليم قداسة البابا في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" الذي اعتبر أن الاقتصاد يجب أن يكون فن تحقيق إدارة مناسبة لبيتنا المشترك، الذي هو العالم أجمع. كما حدّد السبيل لذلك من خلال الانفتاح على اللامحسوس الذي يخلق عقلية سياسية واقتصادية جديدة تساعد على هدم الجدار الذي يفصل بين الاقتصاد وخير المجتمع العام".
صفير
وكانت كلمة لرئيس مجلس إدارة ومدير عام بنك بيروت د. سليم صفير قال فيها: "من مدعاة فخرنا أن نفتتح اليوم غرفة التداول في جامعة الروح القدس- السكليك، هذه الغرفة التي تضمّ منصة تداول مباشرة تسمح بتداول العملات الأجنبية، والسندات وعالم المشتقات الدولية. من خلال هذه الغرفة، سيتمكّن الطلاب من الولوج إلى المجتمع المالي العالمي، من نيويورك مروراً بشانغهاي، وصولاً إلى لندن وسيدني، من الشرق إلى الغرب، وبهذا يصبح عالم المال في متناول أيديكم".
وأضاف: "إنّ غرفة التداول هذه ستضمن لكم تجربة الوقت الفعلي وعالم التداول الحقيقي، ستتعلّمون أشياء كثيرة، بما في ذلك الخسائر الناتجة عن التداول. وستتعلمون كيف تتحملون تلك الخسائر وتستخلصون العبر لتجتازوا صعوبات الأسواق العالمية الكثيرة. فبفضل هذه التسهيلات التعليمية المبتكرة، ستبنون جسراً يربط بين الجانب النظري والجانب التطبيقي. هنا، ستحظون بفرصة لتتعلموا، عبر التجربة وارتكاب الخطأ، معنى المخاطرة وكيفية إدارتها وإمكانية خلق قيمة فعلية من خلال إدارة هذه المخاطرة".
وفي الختام، توجّه إلى الطلاب قائلاً: "تذكروا دائماً أن لبنان يحتاج إليكم، لبنان يحبّكم ويقدّركم، أبقوا لبنان في قلبكم، وليكن علمكم من أجله، ومن أجل مستقبلكم فيه".

الوزير بو صعب
واعتبر وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب أن هذه الشراكة بين الجامعة وبنك بيروت ليست وليدة الصدفة، مشيدًا بتطور هذا الأخير وتوسّعه ليغطي المناطق اللبنانية بمجملها. كما نوّه بحس المسؤولية الاجتماعية الذي يتحلى به القيّمون على المصرف، حيث "أن العمل فيه لا يقف عند حدود الأعمال المصرفية والتعاطي مع الزبائن، بل يتعداه ليتوجه إلى المجتمع ويقدّم خدمات له".
وأضاف :"من هنا أهمية هذه المبادرة تجاه جامعة كجامعة الروح القدس يترأسها ويديرها أشخاص خلّاقون ومبدعون. صحيح أن هذه الجامعة عريقة لكنها في الوقت نفسه متجددة وفتية لأنها تضع ضمن أولوياتها النجاح والتميز، على الصعيد الأكاديمي كما التكنولوجي".
ثم عرض لتطور التواصل بين الأفراد مع الأيام، وذلك من خلال التطور التكنولوجي الملحوظ لوسائل الاتصال، "حتى توصلنا إلى الخلوي الذي بات يختصر كل الوسائل الأخرى القديمة. فهو يسهّل مسيرة الطالب التعليمية، حيث أن كل المعلومات أصبحت متوفرة لديه في أي وقت وأينما كان في العالم".
وتطرّق بو صعب إلى الجرائم البشعة التي تحصل في المنطقة والتي باتت تنتشر بسرعة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى أنه "من هنا أهمية التكنولوجيا وقوتها ووجوب مواكبتها للمصلحة الخيّرة وللبقاء على تماس مع ما يحصل حولنا".
وأكد "نحن نحرص أن تكون الأمور إيجابية لكن يجب التنبّه دائمًا إلى ما يمكن أن يتحضّر لنا. فللجامعات والمدارس دور كبير في مكافحة ظاهرة الإرهاب الغريبة عن منطقتنا وذلك من خلال المزيد من العلم والتكنولوجيا بين يدي خريجيها. وهذا ما يجعلهم أقوى ومتشبثين أكثر بوطنهم".
وختم مهنئًا المؤسستين العريقتين على هذا التعاون البنّاء الذي يستفيد منه الطلاب ويزيد من خبراتهم ويجعلهم مستعدون اكثر لسوق العمل، مشيرًا إلى "أن مستقبلنا في لبنان واعد وأملنا وإيماننا فيه كبير. نحن شعب لا ييأس ومهما مررنا بظروف صعبة نستطيع تخطي المحن".
واختتم الحفل بقص الشريط وكوكتيل أقيم بالمناسبة.