دعا لانتخاب رئيس واطلاق قدرات الاقتصاد الوطني مع إطلالة عام 2016
شقير: الخلاف السياسي "مصيبة لبنان الكبرى"
حرصه على إقتصاد لبنان كبير وهمه الأول والأخير ملفه الإقتصادي، كيف لا وهو الذي يعرف داءه ودواءه. إنه المؤمن بقدرة القطاع الخاص الجبّارة على النجاح، والطامح إلى الإستقرار، ولا شيء إلا الإستقرار لنهوض الإقتصاد اللبناني. إنه رئيس اتحاد الغرف اللبنانية ورئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير.
بأسى، يستذكر شقير عام 2015 الذي يرى أنه من أصعب السنين إقتصادياً في تاريخ لبنان الحديث، حيث شهدت القطاعات الإقتصادية كافة تراجعاً، وعاشت معاناة شديدة أرهقت كاهلها وفرملت تقدمها نتيجة الخلاف السياسي الداخلي الذي يصفه شقير بـ"مصيبة لبنان الكبرى".
يأمل شقير في الإستقرار ويدعو إلى فتح صفحة إقتصادية جديدة واطلاق قدرات الاقتصاد الوطني مع إطلالة العام الجديد الذي يأمل أن يحمل انفراجات واسعة على الساحة السياسية اللبنانية تترجم استقراراً يبعث الروح في الإقتصاد وينهضه من كبوته. فوفقاً لشقير "لبنان مثل ماركة جميلة، مهما ضعفت تبقى قادرة على الإنطلاق بسرعة قصوى مع أول تغيير إيجابي يطرأ عليها".
قدرة جبّارة
ويعوّل شقير إلى حدٍ كبير على القطاع الخاص اللبناني الذي أظهر خلال عام 2015 قدرة جبارة على الإستمرار رغم كل الظروف الصعبة. ففي حين كان الإقتصاد اللبناني في أزمة عميقة، بقي القطاع الخاص صامداً، ليحارب الصعاب، ويبادر ويسعى ويوظّف استثماراته.
ويعتبر أن لبنان إقتصادياً لا يمكن أن يحيا من دون دول الخليج، شئنا أم أبينا. فـ 53% من صادرات القطاع الصناعي تتوجّه إلى الدول الخليجية، والأمر نفسه بالنسبة إلى الصادرات الزراعية، من دون ان ننسى الدور الاساسي للسائح الخليجي وللإستثمارات الخليجية في لبنان".
ويضيف: "اللبناني اليوم لو لم يكن موجوداً ومستثمراً في الخارج ويستطيع أن يدعم الشعب اللبناني، كيف كان سيصمد اقتصادياً واجتماعياً؟ ما أبقى الإقتصاد صامداً هو تحويلات الـ550 ألف لبناني الذين يعيشون في الخليج. فـ85% من هذه التحويلات من مغتربين في الخليج، فمن أصل 7.5 مليارات دولار هناك أكثر من 6 مليارات تأتي من الخليج، 4 مليارات من السعودية وما يقارب المليارين من باقي دول مجلس التعاون في حين يأتي مليار و400 مليون دولار من باقي دول العالم ".
ويقلل من أهمية التأثيرات السلبية للإضطرابات في سوريا على الإقتصاد اللبناني على الرغم من تأكيده معاناة الإقتصاد من جرائها، ويشدد على أن لبنان سيؤدي دوراً مهماً بعد الإستقرار في سوريا إذ إن إعادة إعمار سوريا لا بد أن تمر عبره.
جهود الهيئات
ويلفت شقير إلى جهود كبيرة بذلتها الهيئات الإقتصادية عام 2015 ويعتبر أنها لم تؤدِ دوراً كبيراً جداً فحسب، لا بل أخذت مكان الحكومة في الشأن الإقتصادي حيث حملت راية الإقتصاد وبقيت تسوّق لبنان في الخارج، فجالت دول العالم وذهبت إلى دول الخليج وبرشلونة وإيطاليا وباريس وإسبانيا ومصر لتقول لها لبنان موجود، لبنان لا يموت، لبنان يهتز لكن لا يقع.
ويؤكد أنه مع حلول الإستقرار سيكون أمام الهيئات مهمات كثيرة، فهي إن سافرت كثيراً في 2015 إلى الخارج سيكون لها ايضاً زيارات اخرى مهمة في الـ2016 كما انه إذا حلّ الإستقرار الأمني والسياسي وانتهى الفراغ الرئاسي سيكون تركيزها على جذب الناس إلى لبنان لتقول لهم: "نحن كنا في مكان وأصبحنا في مكان آخر. لم يكن لدينا استقرار وأصبح لدينا استقرار، غاب رئيس الجمهورية نحو عامين ولكن اليوم هناك رئيس للجمهورية". ستقول لهم: "تعالوا إلى لبنان، إستفيدوا. فلبنان مقبل على مشاريع كبرى منها: استخراج الغاز والبترول، وتطوير البنى التحتية في لبنان مع اقرار مشروع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وإعادة إعمار سوريا بعد استقرار هذا البلد الشقيق، حيث سيلعب لبنان دورا اساسيا في هذا الاطار".
ويضيف: "الهيئات ستعمل على جذب العالم، فالعالم مشتاق لزيارة لبنان. ومهما عظمت المشكلات السياسية في هذا البلد هناك نظرة إيجابية جداً إلى القطاع الخاص اللبناني في العالم الذي يراه بعينٍ كبيرة، فهو القطاع الخاص الناجح الذي يتمتع بمصداقية كبيرة أينما ذهب".
خوفٌ على الصناعة
ويلفت شقير إلى "أن 2016 إن حملت إيجابيات ستطاول القطاعات الإقتصادية كافة، إذ إن الإقتصاد حلقة مرتبطة مع بعضها البعض، فعندما تزدهر السياحة، لا بد أن تنتعش القطاعات الإنتاجية من زراعة وصناعة، لكن سيكون القطاع العقاري هو المستفيد الأول حيث سيعاود الطلب الإرتفاع".
ويبدي تخوفاً من تراجع قد يشهده القطاع الصناعي عام 2016 في إطار التصدير بسبب انخفاض اليورو، الذي يجعل منتجات الصناعة اللبنانية التي تصدر إلى الأسواق الخليجية والتي تعتبر أسواقها التقليدية، باهظة الثمن مقارنة بمنتجات أخرى.
وفي رد على سؤال حول الدور الذي أدته غرفة بيروت وجبل لبنان في عام 2015، يقول شقير: " كنت أفضل أن يجيب القطاع الخاص عن هذا السؤال، فذلك يكون أفضل من أن أجيب أنا شخصياً، لكن لا بد من التأكيد أن غرفة بيروت وجبل لبنان أدت دوراً اساسياً جداً خلال هذه الفترة الصعبة والتي امتدت من عام 2011 إلى عام 2015. وكنت أتمنى ألا نؤدي هذا الدور، لكننا حملنا هذا العبء مع غياب الملف الإقتصادي عن الحكومة بسبب الخلافات السياسية. فالغرفة يجب أن تكون شريكة مع الحكومة ولا ان تعمل بمفردها".
مراسيم النفط
وإذ يتمنى شقير على أي حكومة جديدة إقرار مراسيم النفط والغاز سريعاً، لأن لا شيء ينتشل لبنان من مشاكله المالية إلا هذا المشروع، يرى أن أي حكومة ستأتي اليوم ليس فقط في لبنان إنما في العالم، يجب أن يكون هناك شراكة بينها وبين القطاع الخاص. ففي حين تقع على الحكومات مهمة محاربة الإرهاب، فدور القطاع الخاص الاساسي محاربة الفقر. هناك اليوم مشكلة أساسية في العالم هي الإرهاب المرتبط بشكل كبير بالجوع والفقر، فلا يمكن في أي حال من الأحوال محاربته الا من خلال خلق فرص العمل وتحسين الوضع المعيشي وهذا مرتبط بشكل اساسي بوجود إقتصاد قوي ومزدهر وبالتأكيد بوجود استقرار سياسي وامني".
ويؤكد من هذا المنطلق، أنه "لا يمكن لأحد أن يفكّر أن لبنان ممكن أن ينتعش اذا لم يكن هناك رئيس للجمهورية. ومن يظن أن لبنان يمكن أن يسير من دون رئيس فهم بذلك يكونوا أعداء للوطن واعداء للإقتصاد وهؤلاء أعداء أنفسهم قبل البلد أصلاً".