أكدت منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد"، أن استمرار الزيادة في العرض مع انخفاض في الطلب، جعل من عام 2015 سنة صعبة لسوق ركاز "خامات" الحديد، وتوقعت أن يكون النمو ضئيلا خلال الـ 18 شهرا المقبلة.
وقالت من المقرر أن يصدر في الأول من آذار (مارس) المقبل، "إن تباطؤ النمو في إنتاج الصلب في العالم يعني أن سوق خامات الحديد، وهي المادة الخام الأولية للصلب، قد دخلت مرحلة جديدة من التباطؤ في النمو، وانخفاض الأسعار، وتقلص هوامش الإنتاج والأرباح لشركات التعدين".
ويلاحظ تقرير "سوق خام الحديد عام 2015"، الذي يغطي التطورات التي حدثت في سوق ركاز الحديد في عام 2014 ويقدم لمحة عامة عن عام 2015-2016، أن إنتاج العالم من الصلب الخام في عام 2015 بلغ نحو 1.76 مليار طن، بانخفاض 2.9 في المائة، في حين بلغ إنتاج خام الحديد خلال عام 2015 نحو 1.95 مليار طن بانخفاض 6 في المائة عن عام 2014.
وتجلى التأثير في سوق ركاز الحديد في النهج التالي: بعد فترة طويلة من النمو السريع، استقر الطلب وعادت الأسعار إلى مستويات لم تشهدها منذ عام 2002.
وأشار التقرير إلى أن سعر خام الحديد بدأ عام 2015 بمبلغ 71.26 دولار للطن المتري الجاف الواحد، لكنه انخفض بنسبة 39 في المائة في نهاية العام.
وأوضحت "أونكتاد" أن إعادة الصين توجيه مسار استراتيجيتها الاقتصادية أدى تقريبا إلى توقف النمو في استخدام الفولاذ، وعلى الرغم من ظهور علامات على ارتفاع الطلب في أجزاء أخرى من العالم، إلا أن هذا الارتفاع لم يكن كافيا للتعويض عن التباطؤ في الصين.
في الوقت نفسه، فإن أكبر شركات تعدين خام الحديد في العالم لم تقم فقط بتوسيع الإنتاج في أستراليا "توجد فيها شركتان بين أكبر شركات العالم"، بل أيضا في أماكن أخرى، ما قاد إلى تراكم جوهري في إمدادات خام الحديد.
وأضاف التقرير أن "تقلص قدرات الاستهلاك، ولا سيما في الصين، لم يكن كبيرا بما يكفي لإزاحة الفائض في توسعات الإنتاج، بل كان التقلص ضخما إلى حد "الانغلاق"، ما أدى إلى إيقاف عديد من مشاريع التعدين تحت التطوير أو وضعها على الرف".
وعن المستقبل، يقدر التقرير أن السوق العالمية لركاز الحديد ستتسم بزيادة الإمدادات المحتملة أو الفعلية لبضع سنوات مقبلة، وأن هذا التطور سيمنع الأسعار من الارتفاع فوق مستوى معين، بل إن الأسعار ستتحدد بما يلزم من استثمارات إضافية تمضي قدما في التنفيذ، ولا سيما عن طريق منجم التعدين العملاق "فال" في البرازيل.
وتتوقع "أونكتاد" أن الطلب على الصلب في الصين ينمو ببطء أكبر بكثير مما شهده خلال العقد الماضي، في حين يتوقع أن ينمو الطلب في بقية العالم بصورة أقوى من الصين، على الرغم من الآفاق الضعيفة للاقتصاد الكلي في منطقة اليورو.
وأوضحت أن إمدادات جديدة ستأتي أساسا من مناجم التعدين في "فال" البرازيل، و"ريو تينتو" أستراليا، و"بي بيليتون" أستراليا، أكبر ثلاثة منتجين، لكن على الرغم من ذلك، من المتوقع أن تكون هذه الشركات حذرة في نهجها باتخاذ قرارات الإنتاج.