افتتحت اعمال الندوة القومية حول "تطوير مكاتب التشغيل والتوجيه المهني وتعزيز دورها في تشغيل الشباب العربي"، برعاية وزير العمل سجعان قزي، والتي تنظمها منظمة العمل العربية بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للاستخدام في اوتيل روتانا ارجان – الروشة. وتأتي هذه الندوة في إطار تنفيذ متطلبات العقد العربي للتشغيل وتنفيذ البرنامج المتكامل لدعم التشغيل، والحد من البطالة، اللذين أقرتهما القمم التنموية الاقتصادية والاجتماعية. وهي تهدف إلى تطوير مكاتب التشغيل وتحسين خدمات التوجيه والإرشاد المهني مع التركيز على إيجاد ترابط وظيفي بين مؤسسات الإنتاج ومنظمات أصحاب الأعمال والعمال بهدف زيادة فرص التشغيل، بالإضافة إلى الوقوف على الحلول التي تساعد المعنيين لتطوير هذه المكاتب".

وتناقش الندوة من خلال "ستة محاور رئيسية، أهمية التدريب والتوجيه المهني وتأهيل العمالة الفنية الماهرة، ودور مكاتب التشغيل في تطوير الكفاءات المهنية، وإدماج طالبي العمل في منظومة التشغيل، إلى جانب مناقشة نظم معلومات سوق العمل وأثرها في التوجيه والتدريب المهني، والتعرف على أثر التشريعات والمواثيق العربية في تنظيم التوجيه والتدريب المهني في الدول العربية، وبالإضافة إلى هذه المحاور المتخصصة تناقش الندوة دور الإعلام في تعزيز وغرس ثقافة العمل، والمبادرة لدى الشباب العربي". حضر الافتتاح ممثلون عن عدة دول عربية ومن وزارة العمل والمؤسسة الوطنية للاستخدام.

ابي فاضل
والقى المدير العام للمؤسسة الوطنية للاستخدام جان ابي فاضل كلمة باسم الوزير قزي قال فيها: "اليوم تعقد المنظمة مؤتمرها في بيروت بمشاركة ممثلين عن بعض الدول العربية إضافة الى لبنان وغياب دول أخرى لأسباب لا تخف على أحد".

اضاف: "تمر الدول العربية في أسوأ ظروف عرفتها منذ فترات طويلة ، فلا تكاد ترى دولة عربية اليوم الا والمشاكل تعمها والأمثلة كثيرة ، ما يخلق أجواء ضاغطة على مختلف القطاعات في هذه البلدان وتؤثر بشكل مباشر على اسواق العمل وعلى معدلات البطالة ناهيك عن النزوح لأعداد كبيرة ومخيفة تؤثر بشكل سلبي على البلدان التي تستقبل النازحين وتؤثر على اوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية".

وتابع:"لقد تأثر لبنان بشكل كبير من الازمة السورية وأعداد النازحين الذين قاربوا المليونين أي بما يمثل حوالي 45% من عدد اللبنانيين.وفي هذا المجال تقوم وزارة العمل بعمل جبار لحماية اليد العاملة اللبنانية من العمالة الاجنبية وتضع بعض القيود على مهن يحظر على غير اللبنانيين ممارستها".

اضاف:"كلنا يعرف مدى الصعوبات التي تواجه مكاتب التشغيل في الدول العربية والتي يتأثر بها بشكل أساسي الشباب بمختلف الفئات وخصوصا المتخرجين من الجامعات والمعاهد والذين وفق دراسة البنك الدولي يحتاجون الى فترة تزيد عن السنة لإيجاد فرصة عمل لهم في الظروف الطبيعية فكيف في هذه الأحوال الصعبة. لا أقول هذا الكلام لإحباط العزائم بل للتحفيز على العطاء أكثر وأكثر ومواجهة هذه الصعوبات بتصميم وتعاون بين جميع المتعاطين في هذا الشأن في الدول العربية خصوصا ومن خلال المنظمات الدولية ومن ضمنها منظمة العمل العربية التي نأمل زيادة التعاون فيما بيننا".

واكد إن "تطوير مكاتب التشغيل هو العنوان الذي نعمل في لبنان على تعزيزه من خلال تعزيز دور المؤسسة الوطنية للاستخدام للقيام بالمهام المنصوص عليها في المرسوم الاشتراعي رقم 80 الذي انشأ المؤسسة. إننا نضع جميع الامكانات لدينا بتصرفكم للمساعدة في انجاح هذه الندوة القومية والخروج بأفكار تساعد في إيجاد بعض الحلول للتطوير بما فيه خير شبابننا وتجنيبه الانزلاق في أمور بعيدة عن أحلامه".

وشدد على إن "العمل هو مصدر للكرامة، والاستخدام هو وسيلة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، والفقر هو تهديد للازدهار وإن عدم الاستفادة من العاطلين عن العمل هو خسارة للاقتصاد الوطني. فيجب التركيز على تسهيل الانتقال من المدرسة والجامعة الى سوق العمل ، وربط مضمون التدريب بمتطلبات القطاع الخاص لزيادة فرص العمل وإعطاء التدريب المهني حقه كونه يساهم في ايجاد فرص عمل للمتدربين ويسهل دخولهم الى سوق العمل".


ابشر
والقى المدير العام المساعد لمنظمة العمل العربية حيدر ابشر كلمة المدير العام فايز المطيري اكد فيها ان "حال التشغيل وسوق العمل ما هو الا انعكاس للواقع السياسي والاجتماعي العربي ويرتبط بشكل مباشر بطبيعة السياسات الكلية المطبقة وتوجيهات الموازنة فيها من حيث توزيع الانفاق العام ما بين النفقات التشغيلية والاستثمارية التي يتحمل اعباءها القطاع العام من خلال رفع معدلات التشغيل وتوليد فرص عمل جديدة لاستيعاب الاعداد الهائلة من العاطلين عن العمل. وفي هذا الصدد يؤسفني ان اعرض عليكم اليوم حال سوق العمل العربي وفقا لآخر الاحصائيات المتوفرة لدينا حيث تبقى المنطقة العربية تحتفظ بأعلى معدلات البطالة بالمقارنة مع باقي الاقاليم في العالم حيث تجاوز المعدل العام للبطالة 17% عام 2015 والاكثر خطورة ان معدلات البطالة بين فئة الشباب الذي يمثل امل الحاضر وجيل المستقبل تقدر بنحو 27% وهي ايضا من اعلى النسب بما يزيد عن ضعف النسبة في العالم والمقدرة بنحو 12.7% وتضم نسبة كبيرة من حاملي الشهادات العليا القادرين على المساهمة الفعالة في تحقيق اهداف التنمية الشاملة والمستديمة في حالة اعطائهم مزيد من العناية والاهتمام بتنمية مهاراتهم وقدراتهم الابتكارية والانتاجية ومساعدتهم على الخروج من حال اليأس وعدم الشعور بالموطنة والانتماء".

اضاف: "نجتمع اليوم في ظل تحديات وظروف عالمية بالغة الصعوبة فقد شهد الوطن العربي في الآونة الاخيرة تطورات عميقة في اكثر من قطر عربي تمثلت في الاحتجاجات الشعبية، وقد أبرزت هذه الاحداث جسامة التحديات التحديات الاقتصادية والاجتماعية.وعلى الرغم من الجهود المتواصلة التي تبذلها البلدان العربية في مجال النهوض بالتشغيل فلا يزال العديد منها يعاني من تفاقم هذه الآفة الخطيرة.وقد تزداد عملية القضاء عليها صعوبة في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي وانعكاسات برامج الاصلاح الاقتصادي واعادة الهيكلة ومحدودية فرص انتقال العمالة العربية وغير ذلك من العوامل".

ودعا الى "توسيع مهام واختصاصات الاجهزة وتطوير أدائها لتمكينها من تقديم الدعم المناسب لطالبي العمل وكذلك تحديث اجهزة الارشاد والتوجيه المهني لمواكبة التطورات والمستجدات العلمية والتقنية وتحليل الاحتياجات الحالية والمستقبلية لأسواق العمل ووضع سياسة توجيه مهني مناسبة لأعداد الشباب مهنيا وتنمية ثقافة العمل المستقل لدى النشئ".

الفواعرة
وفي الجلسة الاولى تحدث الخبير العربي في مجال تنمية الموارد البشرية في الاردن دحام الفواعرة عن "المتغيرات العربية والدولية واثرها على دمج الشباب في سوق العمل".

ابي فاضل
وتلاه مدير عام المؤسسة الوطنية للاستخدام جان ابي فاضل عن "دور منظومة الاعلام في تعزيز وغرس ثقافة العمل والمبادرات لدى الشباب العربي".

النحاس
وتناولت ايمان النحاس الوكيل الاول في وزارة القوى العاملة المصرية "دور مكاتب التشغيل في تطوير الكفاءات المهنية وادماج طالبي العمل في منظومة التشغيل".

واختتم اليوم الاول بعرض تجارب قطرية