"بنك بيروت" يكرّم الإعلاميين
صفير: لتحصين لبنان من خطر الانزلاق
أقام رئيس مجلس إدارة "بنك بيروت" سليم صفير، حفل إفطار في فندق فينيسيا في بيروت، تكريما للاعلاميين في حضور وزير الإعلام رمزي جريج، نقيبي الصحافة والمحررين عوني الكعكي والياس عون، وحشد من الشخصيات الإعلامية والإقتصادية.
صفير
واستهل الحفل بكلمة لصفير، قال فيها: "كل رجالات القطاع المصرفي يبدأون نهارهم بالاطلاع على آخر الأخبار إما من خلال الجريدة أو من خلال المواقع الالكترونية، فنهارنا يبدأ معكم وينتهي معكم أيضا. جزء مهم من عملنا يرتكز على تقييمكم وعلى قراءتكم للخبر".
وأضاف: "يقال إن تأثير حركة جناحي فراشة في اليابان، يصل ليطال المناخ في الولايات المتحدة الأميركية، كذلك تماما يؤثر أصغر وآخر خبر على الاستقرار والاقتصاد وعلى عملنا في الحقل النقدي والمصرفي. في معظم الأحيان، يهبط علينا الخبر وليس لنا إرادة في تغيير شيء: تنطلق ثورة أو يحصل انقلاب أو يقع انفجار فننام على وضع معين ونستفيق على وضع مغاير تماما، فتتبدل الحسابات ونفقد راحة البال ونقع في المجهول، هذا المجهول الذي وحده يخطط لأيامناالمقبلة".
وتابع: "هذا من ناحية الخبر الذي ليس لنا لا حول ولا قوة تجاهه. لكن ما أريدكم اليوم أن تفعلوه هو التركيز على الأمور التي يمكننا معا أن نؤثر عليها ونتعاطى معها بمسؤولية فنغير ونجعل الأشياء المتعبة أقل تعبا. المقصود هو التحليل والاستنتاج والمقاربة وأحيانا صب الزيت على النار، هذه النار المستعرة حولنا، يمكننا أن نتدفأ عليها أو يمكنها أن تحرقنا كلنا كمجتمع".
ورأى ان "الخيار في يدنا ويجب على قطاعينا أن يتقاطعا على الخيار الصائب المتمثل بتجنيب لبنان المزيد من الخضات والهزات وبالتالي تحصينه من خطر الانزلاق الى واقع المنطقة".
وقال: "أتابع الصحافة اللبنانية منذ أوائل السبعينيات وأكن الاحترام الكبير لهذا الحقل الغني بالمعرفة والمليء بالألغام كواقع حال جميع حقول النجاح. أعرف أن لا أحد منكم يقبل أن يحمل ضميره تغييب الحقيقة عن الناس، وسأتمنى عليكم الا تحملوا ضميركم أيضا أو تساهموا بانهيار وسقوط الأمن الاجتماعي والنقدي للبنانيين. لدى جميعكم وعي للمشكلات والأزمات الكثيرة التي نعاني منها ولكن عندنا أيضا قطاع صلب ومصرف مركزي متين وحاكم حكيم يحافظ بأفضل ما يمكن على سياسة فصل الاقتصاد عن الدولة. أعرف وأقدر تماما هذا الأمر، فبعناية كبيرة تمكن رياض سلامة من تعزيز المناعة اللبنانية التي اكتسبناها خلال الحرب والمعارك والأزمات".
أضاف: "إسمحوا لي أن أصارحكم بأمر وهو أن المشكلة الكبيرة التي تواجه لبنان هي ضحالة الثقافة الاقتصادية لدى الزعامات التي تقرر عنا، بالإضافةالى عدم اكتراث الراعي الخارجي أو الرعاة الخارجيين، بما أنهم كثر، للوضع المعيشي. لكن نحن وانتم أولاد البلد، ولا يمكننا إلا أن نساهم بالحفاظ على ما نملك ونتمسك بقوة بكل ذرة من الهدوء، لأن الهدوء يجلب الاستثمار، والاستثمار يؤدي الى النمو، ووحده النمو يثبتنا".
الكعكي
بدوره، أكد الكعكي ان "الصحافة الوطنية والشريفة لا يمكن إلا أن تقف الى جانب الحق وطبعا الى جانب القرارات التي يتخذها حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة، ومن الطبيعي انها جاءت بعد القرارات التي تتخذها الإدارات الأميركية المسؤولة عن الدولار، الذي هو أساس كل تعامل بين البنوك في كل أنحاء العالم".
ورأى ان "التفجير والتهديدات للمصارف لا تفيد أحد، بل هي تزيد الأزمة احتقانا، وللأسف فإن توقيتها كان هذه المرة أسوأ ما يمكن لأنها جاءت على أبواب موسم الصيف".
عون
اما عون، فأشار الى ان "سليم صفير، الحاضر والمبادر الدائم على صلة وثيقة بصاحبة الجلالة، والعاملين في محرابها على اختلاف تياراتهم ومشاربهم وتوجهاتهم، وهو رجل العصامية والإجتهاد، صاحب الإسهامات البارزة في تطور القطاع المصرفي".
وقال: "ما يجمع المصرفي المميز وصفير بالإعلاميين علاقة تكاملية مميزة وفي شهر رمضان المبارك يكرم صاحب بنك بيروت أبناء مهنة المتاعب. عليه فأني بإسم الإعلاميين أشكر صفير على مبادرته ونتمنى للبنانيين صياما مقبولا".
جريج
ونوّه جريج بـ"المبادرة التي تقوم على تكريم الإعلاميين وهي مبادرة مشكورة بالنظر الى دور الإعلام عموما سواء أكان الإعلام المرئي والمسموع والصحافة الورقية والمواقع الألكترونية التي تقوم بدور كبير خدمة للحقيقة من أجل إيصال الخبر الصحيح والتعليق الرصين الى اللبنانيين ".
وشدد على ان "للإعلام دور كبير في دعم القطاع المصرفي عموما، خاصة في الظروف الدقيقة التي يمر بها خصوصا بعد صدور قانون العقوبات الأميركية أو بعد العدوان على بنك لبنان والمهجر".
وقال: "القطاع المصرفي يجب أن يطالب الإعلام بأن يدعم هذا القطاع لأنه يمر في مرحلة دقيقة عن طريق بيان الحقيقة، عن طريق إظهار مصلحة لبنان في تطبيق قانون العقوبات الأميركي، وكذلك من أجل دعم المبادرة التي اتخذها حاكم مصرف لبنان في إصدار تعاميم تطبيقية لقانون العقوبات الأميركية".
وتابع: "الدور الذي يلعبه الإعلام لا ينتقص من الحرية الإعلامية فنحن ننعم في لبنان بحرية إعلامية وهذه نعمة من الله، خاصة في هذا المحيط الذي تتعرض له الحرية الإعلامية، ولكن الحرية الإعلامية لها حدود القانون التي يجب أن تمارس تحت سقف القانون، وأن تراعي المصلحة الوطنية العليا وأحكام القانون والمناقبية المهنية التي ارتضاها الإعلاميون طوعا بتوقيعهم على ميثاق الشرف".