الحاج حسن يسلّط الضوء على تقصير الدولة
الصناعة تحتفل بيومها الوطني برعاية سلام:
لتحويل القطاع إلى ركيزة أساسية لحاجاتنا الإقتصادية
احتفلت الصناعة اللبنانية بيومها الوطني الشهر الماضي، حيث نظمت وزارة الصناعة احتفالاً برعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي عبّر عن مقدار طموحه "لتتحوّل الصناعة في لبنان ركيزة أساسية لحاجاتنا الإقتصادية التي تنعكس بدورها على نمو البلد وصدقيته وعلى قوة ومناعة لبنان، بقدر ما نحن بحاجة الى أجواء وظروف محيطة ملائمة لنمو الصناعة. والجميع يتساءل كيف يمكن للبنان أن يصمد في ظل هذه الأجواء؟ نعم يصمد عندما تكون الإرادة اللبنانية جامعة وعندما تكون الرؤية اللبنانية واضحة في سبيل مستقبل مزدهر لهذا الوطن"، كما عبر عن تطلعاته الشخصية "إلى عيد وطني للصناعة. وهذا العيد بالنسبة لي هو عندما نتمكّن من انتخاب رئيس جديد للجمهورية صناعة لبنانية".
الحاج حسن
من جهته، رأى وزير الصناعة حسين الحاج حسن أن مهام الحكومات في الدول ومنها لبنان هي المحافظة على الاستقلال والسيادة والحدود، وبالتوازي تأمين رفاهية أبنائها ومستوى معيشي لائق لهم وفرص عمل ومداخيل محترمة للمواطنين. ويتأمن ذلك عبر تدعيم القطاعات الإقتصادية وفي طليعتها الصناعة". طلب الحاج حسن من الضيوف العرب والأجانب "نقل واقع لبنان الصعب على صعد عديدة وأبرزها الصعيد الإقتصادي إلى دولهم"، مبدياً الأمل في "المساعدة في تطبيق التدابير اللازمة لمعالجة الوضع الإقتصادي وتحفيز النمو، ومنها حماية الصناعة الوطنية وزيادة الصادرات اللبنانية الى الخارج وخفض الواردات الى لبنان"، مشدّداً على "أننا لا نريد إغلاق حدودنا مع أي من شركائنا التجاريين، ولا نريد القطيعة مع أحد. ولكننا في مرحلة إعادة صياغة سياساتنا الإقتصادية والتجارية مع الدول الشريكة بما يؤمن مصالحنا، ويضمن عدم تحميل الصناعة والزراعة في لبنان المزيد من الخسائر".
لاسن: الاستقرار ضروري للنمو
أما السفيرة لاسن فتحدّثت عن أهمية التعاون بين الاتحاد ولبنان في مجال الصناعة، مؤكدة ان "القطاع الصناعي في لبنان يشكل نقطة أساسية بالنسبة للاتحاد بخاصة أن الشركات كافة في لبنان تعاني من وضع متدهور بسبب الوضع في المنطقة"، لافتة الى أن "الاستقرار ضروري للنمو الإقتصادي".
وفي نهاية الحفل قدّم رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل درعاً للرئيس سلام تقديراً للجهود التي يبذلها لتسهيل وتوفير كل الإمكانات لتقدم الصناعة اللبنانية وازدهارها.
مسابقة ستارباك السنوية
وكانت فاعليات اليوم الوطني للصناعة اللبنانية قد اختتمت بحفل توزيع جوائز مسابقة ستارباك المنظمة من قبل ليبان باك، برعاية الحاج حسن. وألقى رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين و رئيس ليبان باك الدكتور فادي الجميل الذي أكد أن انخفاض الصادارت الصناعية اللبنانية بشكل لافت، ليس له علاقة بمواصفات ومزايا صناعتنا الوطنية التي تصل الى أكثر الدول تطلبا في العالم .
ودعا الجميل كل المعنيين والمسؤولين الى توفير كل الامكانيات اللازمة لتقوية المركز "ليبان باك" وتفعيل دوره، لأن هذا المركز وأمثاله هي التي تصنع التميز والتفوق وتعكس حقيقة "لبنان" كعلامة فارقة إقليميا وعالميا ، والقيمة المضافة على كل المستويات.
من جهته، أكد الحاج حسن ضرورة الإبداع والابتكارفي تغليف المنتجات اللبنانية لكي تتمايز عن غيرها في الأسواق العالمية. " فعامل الإبداع و الابتكار يعززمن القدرات التنافسية للعديد من السلع والمنتجات ، ومهم في تسويقها ورواجها، وبالتالي في زيادة فرص التصدير، كما أن أثره إيجابي في جذب المستهلك..."
الصناعات الصحية
كما رعى الحاج حسن افتتاح المنتدى العربي السادس للصناعات الصحية بحضور مدير عام وزار الصحة العامة وليد عمار ممثلاً وزير الصحة العامة وائل ابوفاعور. وعبّر عمار عن فخره بالمستوى الذي حققته الصناعة الوطنية للأدوية بالرغم من كونها تخضع لمنافسة شديدة من الصناعات الأجنبية والعربية كون لبنان هو من اكثر البلدان العربية انفتاحاً على الدواء العربي. وقال: "يا حبذا لو تعامل الدول العربية الصناعة الدوائية اللبنانية بالمثل. ولقد اكد معالي الوزير وائل ابو فاعور دعمه للصناعة الدوائية التي تخضع للمعايير الصارمة نفسها للتسجيل وضمان الجودة كالدواء الأجنبي". ووجه عمار تحية للوزير الحاج حسن لدعمه للصناعة الوطنية بشكل عام وصناعة الدواء بشكل خاص ".
دعم التقارب
على خطٍ آخر، عبّر الحاج حسن عن دعمه للتقارب بين القطاع الصناعي والجامعات، بهدف اختيار مواضيع الأبحاث الأكاديمية وتطبيقها صناعيا. وقال: "لكن للأسف هذا ليس ما نشهده حاليا. هذا الوضع ليس ناجما عن خطأ من قبل هذين القطاعين، بل عن تقصير الدولة اللبنانية. لماذا؟ أخيرا نشر البنك الدولي تقريرا يحلل فيه اقتصادنا، ويتهم السلطات المعنية بخلق واقع سلبي للصناعة والزراعة، والتي ظنت في وقت من الأوقات أن إبرام اتفاقيات تجارية مع الخارج سيشجع التصدير، لكن ما حصل هو العكس".
وتابع: "الموارد البشرية في حقل البحث العلمي كبيرة جدا في لبنان إذ لدينا 120 ألف طالب جامعي. وفي حال طلبنا من كل الجامعات القيام بأبحاث، ستجد أنفسها غير قادرة على استثمار نتائج هذه الأبحاث في القطاع الصناعي، لأن الإمكانيات غير موجودة. من أجل القيام بذلك يجب على القطاع الصناعي أن يشكل 20% من إجمالي الناتج المحلي وهذا غير متوفر حاليا، فحجم الكتلة النقدية أكبر من حجم الاقتصاد".
معهد البحوث
وشهد معهد البحوث الصناعية وكلية الهندسة في الجامعة اللبنانية احتفالاً بتوزيع شهادات لطلاب من الكلية تابعوا دورة تدريبية نظّمها للسنة الثالثة على التوالي المركز اللبناني للتلحيم التابع للمعهد في مجال التلحيم والفحوص اللاإتلافية.
ونوّه الحاج حسن بالدورات المتخصصة الهادفة الى التدريب على إنتاج صناعة متماسكة تتمتّع بالنوعية والجودة ولا تسبب الضرر. الموضوع متعلق اذاً بالمهارة والجودة والنوعية والإقتصاد والمردود. فاذا كان العامل او الموظف يتمتع بالخبرة، فان راتبه سيكون اعلى. وادعو الى تنويع الاختصاصات والتدريب بما يتلاءم مع تلبية حاجات سوق العمل."
وجدد الحاج حسن موقفه الداعي الى إتاحة الفرصة لنمو الصناعة التي تعتبر المجال الأكبر للتوظيف، والى اتخاذ موقف سياسي مؤيد لتطوير القطاعات الانتاجية بدل السياسات الاقتصادية الخاطئة غير المؤمنة بقدرات القطاع الصناعي في لبنان.
وشرح أن الصناعة قائمة على عناصر ثلاثة: كمية الإنتاج وكلفة الإنتاج وجودة الإنتاج. والمشكلة الكبرى لدينا هي الكلفة المرتفعة تليها الكمية المحدودة للانتاج والعائدة لعدم القدرة على التصدير بسبب الموانع والمعوقات وليس بسبب الجودة. إذ إن الإنتاج اللبناني يصدّر الى مختلف دول العالم وهذا يدلّ على أن لا مشكلة جودة في الإنتاج."
مشروع الطاقة الشمسية
كما دشّن الحاج حسن ووزير الطاقة والمياه ارتور نظاريان والمدير العام لمعهد البحوث الصناعية الدكتور بسام الفرن مشروع الطاقة الشمسية المندمجة في بناء المعهد، والذي أنجز ضمن مشروع الاتحاد الأوروبي فوستر ان ميد Foster in Med.
وأشار الفرنّ الى أن " هذا المشروع يرمي إلى تعزيز تبنِّي التكنولوجيات الشمسية الكهروضوئية في منطقة البحر المتوسط. ويتخذ نهجًا استراتيجيًا متعدد المراحل، بالشراكة مع القطاع الخاص، ويضمنُ تحقيق أثرٍ مضاعفٍ على مستوى حوض البحر المتوسط، من حيث تعداد النتائج ونشرها وتعميم فوائدها ونقلها لنطاق يتعدى الشراكة. نهدف اذاً الى نقل الخبرة والمعرفة والثقافة في مجال الطاقة الشمسية المبتكرة، لتنفيذ وتعزيز منهجية تصميم مشترك وتعزيز تكنولوجيات الطاقة الشمسية على مستوى المجتمع المدني. وقد تمّ اختيار مبنى المعهد من بين عدّة مبانٍ ضمن الدول المتوسطية المشاركة لأنّه يجمع فوائد استراتيجية عدّة أهمّها جهوزية مبنى معهد البحوث الصناعية لاستيعاب مشروع مماثل يخفّف من الحرارة الداخلية ويخفف من مصروف الكهرباء اللازم للتبريد كما يؤدي دوراً تجميلياً يتكامل مع هندسة المبنى."
وأضاف:" يُنتظر أن يولّد نظام الطاقة الشمسّية الذي يثبّت في الفناء الخارجي بهدف إنشاء مركز للتدريب، طاقة بنسبة 5 كيلوواط، وسيتم تجهيز منصة تدريب على تقنيات الخلايا الكهروضوئية بتمويل جزئي فرنسي بالتنسيق مع المركز اللبناني لحفظ الطاقة، لتصير قدرة الإنتاج الإجمالية من الطاقة الشمسية نحو 90 KWc، ونتوقع أن ترتفع نسبة الإنتاج من الطاقة الشمسية إلى 15 في المئة من احتياجات المعهد، متجاوزين المستوى الذي حددته الحكومة اللبنانية بـ 12 في المئة. كما نطمح إلى رفع النسبة إلى أكثر من 20 في المئة."
كادر
اجتماع وزاري
عقد وزراء الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن والأشغال العامة والنقل غازي زعيتر والبيئة محمد المشنوق اجتماعاً من أجل متابعة ملف مصانع الترابة في منطقة شكا العقارية. وبحث الإجتماع موضوع المنطقة الصناعية في بلدة شكا ومعامل الترابة والمقالع والكسارات الموجودة فيها. وتطرق الى كيفية تطوير هذه المنطقة ومعالجة القضايا البيئية الناجمة عن المصانع وبعض الملفات البيئية المتعلقة بالتنيظم المدني ونسب الاستثمار بما يسمح بتطوير المصانع من جهة وبمعالجة الآثار البيئية والتشدّد بموضوع المعايير البيئية وبرفع الضرر الناجم عن بعض عمليات تخزين المواد الاولية. وقال الحاج حسن: "تحرص المصانع على الالتزام بذلك ولكن تحتاج الى تعديل في مراسيم ونسب الاستثمار الموجودة في المنطقة. واستطعنا اليوم التوصل الى خلاصات إيجابية تضمن مصلحة أبناء المنطقة أولاً كما مصلحة البيئة والصناعة."
وأضاف: " من بين الإجراءات المطروحة، السماح ببناء مستودعات لتخزين المواد الأولية، وبناء شريط ناقل بدل استخدام الشاحنات من المقلع الى الكسارة الى المصنع، وتطوير المصنع القائم عبر ادخال افران جديدة ومطحنة جديدة بدل القائمة. ويحتاج اصحاب المصانع لتنفيذ هذه الخطوات الى ترخيص جديد، والترخيص يحتاج الى تعديل نسب الاستثمار. كل هذا الموضوع مشترك بين الوزارات الثلاث، واتفقنا اليوم على الخطوات العملية والمراحل المطلوبة لمعالجة هذه الامور."