اضاءة على انجازات شركات مقدمي الخدمات
NEUC: تجارب ناجحة للعدادات الذكية ... ولكن

موضوع الكهرباء بات كارثة وطنية متفاقمة، واصلاحها يمكن تسميته بلغز من الالغاز عجز عن حله الوزراء المتعاقبون على وزارة الطاقة (باعتبارها سلطة الوصاية) ، في ظل تراجع التغذية، أكان في الصيف او في الشتاء، وارتفاع فترات التقنين في مختلف المناطق اللبنانية، بسبب الفوضى والتنفيعات والتعديات على الشبكة المتقادمة مع الزمن، وعدم تأمين التجهيزات اللازمة لزيادة الانتاجية المستدامة في المعامل "الحديثة" والقديمة. جدا.
هذا الوضع دفع المعنيين في الوزارة ومؤسسة كهرباء لبنان الى الاعتماد على انتاجية البواخر التركية التي من دونها كان عجز الكهرباء في التغذية أكبر بكثير مما هو عليه اليوم كون البواخر تؤمن حوالي نصف الطاقة المتوافرة.
كذلك هذا الوضع ينذر بالمزيد من الأعباء (كلفة الاشتراكات وازدهار سوق المولدات الخاصة) على ذوي المداخيل المحدودة مع استحقاقات موسم المدارس والجامعات واقتراب فصل الشتاء (موسم البرد الشديد) كما هو الحال مع فصل الصيف (موسم الحر الشديد) حيث تزداد الحاجة إلى الكهرباء.
وقد ترجمت نوايا اصلاح الكهرباء، اعتمادا على شركات مقدمي الخدمات، التي بدورها لم تستطع ان تقوم بدرها كاملا، فاصطدمت بعوائق كثيرة، ليس اولها عرقلة قوى الامر الواقع لاعمالها، بحيث عجزت عن الجباية كاملة في مناطق، وبالتالي استمرار التعدي على الشبكة واستجرار التيار بشكل غير شرعي، واخيرا مشكلة المياومين في مؤسسة الكهرباء، الذين استخدمتهم الشركات الثلاث، ما ادى تحركهم، الذي تمثل في اضرابات واعتصامات، الى توقف اعمالهم اربعة اشهر تقريبا، فعوًضت عليهم المؤسسة باتفاق تمديد العقد لفترة بديلة، وتجري مفاوضات لتمديد العقد لمرحلة ثانية تمتد لأربع سنوات.
مجلة الصناعة والاقتصاد تسلط الضوء على ما أنجزته شركات مقدمي خدمات التوزيع BUS وKVA وNEUC خلال السنوات الاربع، ونبدأ مع NEUC (الشركة الوطنية للخدمات الكهربائية).
تقوم "الشركة الوطنية للخدمات الكهربائية، من خلال عقدها الموقع مع مؤسسة كهرباء لبنان، بأشغال مقدمي الخدمات في المنطقة الثالثة الممتدة من دائرة الشياح، مرورا بجوائر جبل لبنان الجنوبي، وصولاً الى دوائر جنوب لبنان وفق ما تقول المدير العام كارلا عون، ويشمل خدمات العقد تشغيل شبكة التوزيع في النطاق الجغرافي للداوئر المذكورة، ويضم اقساما عدة من خدمة الزبائن التي تتلخص في الدراسات، الصيانة، الانشاءات، قراءة العدادات والجباية، تركيب العدادات ومشروع العدادات الذكية "AMI".
المعوقات
في ردها على سؤال حول المعوقات التي واجهتها الشركة، توضح عون ذلك بالقول:" واجه المشروع منذ يومه الاول الكثير من العراقيل التي اثرت سلباً على حسن سير وتقدم المشروع بشكل طبيعي". وتتحدث عن هذه المعوقات كما يأتي:
ــ أتى المشروع ليطرح فكرة الشراكة بين القطاع العام والخاص بمفاهيم جديدة للاستفادة من قدرات القطاع الخاص مع المحافظة على ملكية للقطاع العام، والذي كان بحاجة لمتابعة حثيثة من جميع المعنيين، وغياب هذه المتابه ادى الى مشكلات عرقلت حسن سير المشروع.
ــ موضوع المياومين السابقين التي بقيت عصية على الحلول، ما ادى الى تراكم المشكلات منذ انطلاقة المشروع ما ساهم في صعوبة العمل على تنفيذ بنود العقد.
ــ تأخر تنفيذ مشروع العدادات الذكية والتي تعد قلب وصلب المشروع، والذي من دونه لن تتمكن مؤسسة كهرباء لبنان من الاستفادة التقنية، كما المالية، لهذا المشروع، وذلك من حيث تحديد مواقع التعديات على الشبطة ليتم معالجتها بالاضافة الى ادارة الشركة عن بعد بطريقة علمية حديثة.

 
إنجازات الشركة:
تمكنت الشركة من تحقيق العديد من الانجازات، ومن اهمها:
ــ توظيف اكثر من 950 مياوما سابقا منذ ب\اية المشروع في عام 2012، وقد حصلوا تلقائيا على كل الحقوق المنصوص عليها في قانون العمل، بعد سنوات من العمل كمياومين، من دون ادنى الحقوق او الضمانات الاجتماعية والمهنية.
ــ تأهيل كل مكاتب مؤسسة كهرباء لبنان في المنطقة الثالثة من اجل تحسين وتطوير اماكن وظروف العمل لموظفي المؤسسة والشركة.
ــ انشاء وتشغيل مركز اتصال "CALL CENTER"، يعمل على مدار الساعة ويتلقى جميع الاعطال والشكاوى.
ــ اكمال مسح ميداني شامل في المنطقة الثالثة برغم الصعوبات التي واجهت الفرق الفنية المكلفة مسح الشبكة الكهربائية، وقد تم ادخالها ضمن منظومة معلوماتية جغرافية "GIS".
*الانجازات في الانشاءات والمشاريع الاستثمارية: درس وتخطيط اكثر من 300 مشروع استثماري لتوسيع شبكة التوزيع في المنطقة الثالثة، قيمة هذه المشاريع 102 مليون دولار. وقد تم تنفيذ وانجاز 134 مشروعا بقيمة تفوق 36 مليون دولار، وتشمل: تجهيز 36 مخرج توتر متوسط جديد، وتقوية وتأهيل 61 مخرجا حيث تم تركيب حوالي 1500 كلم من الخطوط الهوائية و80 كلم من الكابلات المطمورة، تركيب ربط وتشغيل اكثر من 460 محطة تحويل عامة وخاصة، وتقوية اكثر من 190 محطة، تأهيل وتقوية وانجاز مخارج جديدة على شبكة التوتر المنخفض، حيث تم تركيب اكثر من 1800 كلم كابلات مجدولة، تنفيذ معاملات الزبائن الجديدة والمتراكمة منذ عشرات السنين، اي من قبل بدء المشروع، وقد تم تنفيذ ما يفوق 44 الف معاملة تركيب عداد، تكوين فرق صيانة ومناورات في كل الدوائر للقيام بكل التصليحات اللازمة من اجل تامين استمرار التغذية، حيث تم تصليح الاعطال الطارئة بمعدل 3500 عطل في الشهر.
وتؤكد عون: ان الشركة تقوم بتنفيذ الاعمال حسب الشروط القانونية الموضوعة في العقد، بإشراف مباشر من مؤسسة كهرباء لبنان، حيث لا يتم التوقيع على اي جدول بالاشغال المنفذة من قبل الشركة الا بعد التأكد بشكل لا يقبل الشك بأنها قد نفذت وفق المطلوب والمواصفات المعتمدة، وبمواد موافق عليها مسبقا.
وتعتبر عون انجازات الشركة الوطنية للخدمات الكهربائية والمشاريع المنفذة من قبلها، والموثقة بالارقام والمستندات، انها ذات قيمة كبيرة لمؤسسة الكهرباء، والتي عادت عليها بارباح ملحوظة منها على سبيل المثال:
ـ توفير حوالي 55 ميغاواط من الطاقة المهدورة بفضل انشاء وتأهيل مخارج التوتر المتوسط.
ـ مردود المشتريع الاستثمارية المنفذة حتى ايلول 2016 ، تفوق 40 مليون دولار سنويا. حتى ان مؤسسة كهرباء لبنان استرجعت كلفة بعض مشاريع مخارج التوتر المتوسط قبل دفعها للشركة بفضل التقليص في الطاقة المهدورة.
ـ تحسين جودة الجهد الكهربائي لدى الزبائن، وعلى سبيل المثال، تم تحسين الكهرباء في دائرة حاصبيا من 130 فولت الى 210 فولت على ابعد نقطة من المحطة.
ـ بفضل المشاريع المنجزة في دائرة صور تمكنت الشركة من تغذية كامل المنطقة على اثر احتراق محطة وادي جيلو بالكامل في صيف 2014 .
ـ تم تنفيذ مشاريع مخارج توتر متوسط في الضاحية الجنوبية، ومنطقة المطار والجناح في دائرة الشياح مما ادى الى تحسين اداء الشبكة وتقليص عدد الانقطاعات.
ـ تم الانتهاء من مشروع مخارج عرمون وهو عبارة عن كابلات مطمورة تحت الارض، تم تنفيذها قبل بدء مشروع مقدمي الخدمات بسنوات، ولم تكن مؤسسة كهرباء لبنان قادرة على الاستفادة منه. وحرصا على حسن الاستثمار والمحافظة على المال العام قامت الشركة بمجهودات كبيرة من اجل تحديد وتشغيل هذه الكابلات، وقد نجحت في تشغيل 9 مخارج توتر متوسط، وتم بذلك تأمين اكثر من 9 ميغاواط من دون تكلفة اضافية للمؤسسة، ما ساهم في تخفيف الضغط على محطات التحويل الرئيسية في المطار والشويفات.
*الانجازات في الجباية: كذلك تؤكد الشركة انها وحتى اعتصام العام 2014 واقفال مؤسسة الكهرباء لفترة تزيد عن اربعة اشهر، كانت توصلت الى الجباية الشهرية في تسعة اشهر من اصل 15 دائرة، الى ان تكون الدوائر كافة قد وصلت الى الجباية الشهرية قبل نهاية 2014.
ـ تحسنت الجباية في المنطقة الثالثة بحيث تقلصت مدة جباية وتسكير الاصدارات، وهذا سمح، اولا، بمضاعفة مداخيلمؤسسة كهرباء لبنان عن الفترة ذاتها، وكذلك سمح بتصفية المتأخرات القديمة.
*اسباب التأخير في العدادات الذكية: في سياق تنفيذ مشروع العدادات الذكية قدمت الشركة في عام 2013 مواصفات لعدادين يعتبران من احسن العدادات الذكية التي يتم تركيبها.
ـ تم تنفيذ المشروع التجريبي للعدادات الذكية، والبالغ عددها 1630 عدادا، بنجاح في المنطقة الثالثة، على الشركة. وتجدر الاشارة الى ان العداد الذكي من نوع "ZIV " قد نال موافقة جميع الاطراف المشاركة في تقييم واختبارات المشروع. وقد نجح بامتياز في جميع الاختبارات الفنية التي تم اجراؤها.
ـ تمت الموافقة المبدئية من مؤسسة كهرباء لبنان في 2014 ولكن مازالت الشركة في انتظار الموافقة النهائية من اجل البدء في التركيب الشامل للعدادات في المنطقة الثالثة.
ـ قامت الشركة بتركيب وتشغيل كامل كامل العدادات الذكية البالغ عددها 268 عدادا على مخارج التوتر المتوسط ال "M3" في جميع محطات التحويل الرئيسية.
واخيرا تؤكد عون ان الشركة قامت بكل الدراسات والمسح الشامل والاجراءات اللازمة، ضمن مشروع العدادات الذكية على المحطات الـ " M4"، وقد تكللت كلها بالنجاح، وبرغم ذلك لا تزال الشركة تنتظر الموافقة النهائية من كهرباء لبنان حتى تتمكن الشركة من المباشرة في تركيب هذه العدادات.
الامل كل الامل ان تبدأ مسيرة معاناة اللبنانيين من ازمة الكهرباء بالانحسار، على ان تبدأ المؤسسة بالتعاون مع شركات مقدمي الخدمات، عملية اصلاح جدية.