استضاف "منتدى الأربعاء" في "مؤسسة الإمام الحكيم"، عضو لجنة الطاقة البرلمانية في البرلمان العراقي ووزير النفط الأسبق ابراهيم بحر العلوم في لقاء حواري بعنوان: "الصراع على موارد الطاقة في المنطقة".
وتركز حديث بحر العلوم حول "المؤشرات العالمية لاستهلاك مصادر الطاقة عبر خمسين عاما، والتنبؤات المستقبلية للتحولات المتوقعة لمصادر الطاقة في العقدين المقبلين". وقد أعطى الأهمية الأولية والكبرى "للغاز كمصدر أساس للفترة القادمة"، حيث استعرض "العقد الأساسية التي تواجه خريطة احتياطيات وإنتاج واستهلاك الغاز في المنطقة، والاستكشافات الواعدة في منطقة حوض الشرق المتوسط، وكذلك الصراع الجيوسياسي الذي تبلور طوال العقد الماضي وتداعياته والتوقعات بشانها".
ورأى أنه في "عام 2017 قد يصل استهلاك الغاز إلى مسافات متقاربة من استهلاك النفط ولربما يتجاوز استهلاك الفحم. ولذلك فإن التوقعات لعام 2030، تشير إلى أن استهلاك الغاز سوف يتجاوز استهلاك النفط أو يتقارب منه".
وركز بحر العلوم حديثه عن الغاز، معتبرا "بأن العالم قد دخل العصر الذهبي للغاز، وأن المعركة القادمة هي معركة الغاز وليس النفط".
وتساءل بحر العلوم "عما إذا سيتحول لبنان لاعبا منتجا للغاز"؟. فأوضح "بأن الغاز في لبنان من الاستكشافات الجديدة التي أُعلن عنها في 2010، لكنه وبرأيي قد اكتشف قبل ذلك، وهذا ما دفع إسرائيل لأن تعمل بالتنقيب بشكل مبكر في هذا الحوض".
أضاف: "اكتشافات هذا الحوض المتوقعة لربما تبلغ حوالي 500 ترليون قدم مكعب من الغاز، وهو ما يعادل أربعة أضعاف الاحتياطي الغازي للعراق...في الإطار القانوني، نجح لبنان في إصدار قانون النفط والغاز، وهذا بحد ذاته إنجاز. وأبرز ما ورد فيه "الصندوق السيادي للإيرادات المتوقعة"، والواقع انه يعد خطوة جريئة، وما يحتاجه لبنان اليوم هو القرار بإجراء المناقصات ولا سيما أن هناك العشرات من الشركات المؤهلة".
وتابع:"لذا، أنصح اللبنانيين بالتمهل ومحاولة فهم مواقع الخلل في العقود النفطية باعتبارها عقودا طويلة الأمد.. وبالتالي اكتساب الخبرات قبل تقويم العقود اللاحقة.. نعم، لبنان بحاجة إلى الإسراع وليس التسرع واستحضار التجارب الأخرى في هذا الصدد دائما، فها هو العراق كما دول الخليج أصبح النفط بالنسبة لها نقمة وليس نعمة، كونها قد تحولت إلى دولة ريعية. ولذلك، فإن صندوق السياسات الذي ورد في قانون النفط اللبناني، هو محور مهم يمكن أن يشكل عنصر فائدة يستفيد منها الشعب اللبناني مستقبلا".