"الأيزو" دليل دامغ لسير القطاع على طريق الإنفتاح العالمية
إستراتيجية الجودة .. ضرورة كرّسها الإيمان بأهمية التميّز
يتمسك قطاع الصناعات الغذائية، يوماً بعد يوم، بإستراتيجية الجودة أكثر فأكثر، إيماناً منه بأنها لم تعد ترفاً أو اختياراً يمكن التخلي عنه بل أصبحت ضرورة لا بد من تطبيقها في ضوء المتغيرات الدولية التي شهدها العالم، وزيادة التحديات التي تواجهها الصناعات المحلية نتيجة لزيادة المنافسة العالمية، وفتح الأسواق الدولية وسقوط الحواجز أمام حركة السلع.
من دون شك، ساهم طموح الصناعيين في توسيع آفاق أعمالهم وتحقيق المزيد من الانفتاح على الأسواق الخارجية في تعزيز هذا المسار، لا سيما أن مفتاح النجاح في الأسواق الداخلية و الأجنبية هو إرضاء المستهلكين الذين أضحوا أكثر اهتماما بالجودة.
منذ عشرات السنين عرفت الصناعة اللبنانية الطريق جيداً نحو التميّز، إلا أنها سلكت في الآونة الأخيرة طريقاً الى الجودة أكثر دقة وتعقيداً، فطبّقت النظم الحديثة لها ونال قسم من مصانعها شهادة الايزو 22000 و22005 ما يشكل دليلاً دامغاً على الإهتمام الكبير الذي توليه لهذا الشأن ويؤشر الى تعزيز ثقافة الجودة لدى العاملين في القطاع وإعطاء ميزة إضافية للمنتج اللبناني تزيد من قدرته التنافسية في الأسواق الخارجية.
30 مصنعاً غذائياً ينالون شهادة الأيزو
وكان في السنوات الأخيرة، قد جرى اختيار 30 مصنعا للمشاركة في "مبادرة دعم الصناعات الغذائية" التي أطلقتها وزارة الاقتصاد والتجارة- برنامج الجودة بالتعاون مع نقابة أصحاب الصناعات الغذائية وبالتنسيق مع جمعية الصناعيين اللبنانيين. وتضمنت هذه المبادرة تقديم الدعم الفني الاستشاري والتدريبي لتطبيق نظام إدارة سلامة الغذاء، ولتطبيق نظام التتبع Traceability System لأول مرة في لبنان، وهو أحد أسس الحوكمة الرشيدة والشفافية في العمل. وقد نجح 19 مصنعاً من أصل 20 في الحصول على شهادة الايزو الدولية ISO 22000، كما نجحت 9 مصانع غذائية من أصل 10 في الحصول على شهادة الايزو الدولية ISO 22005.
ويشير هذا التوجّه الى أن القطاع مقبل على المزيد من الانفتاح والتطور، إذ إن من شأن شهادة الأيزو مساعدة القطاع على طرح منتجاته في الأسواق العالمية والداخلية ولا سيما أن بعض المؤسسات والشركات تشترط على مثيلاتها الأخرى المتعاملة معها الحصول على شهادة االآيزو الدولية للجودة. فشهادة الآيزو تعتبر الخطوة الأولى لإرضاء الزبون و تعتبر المدخل إلى دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، فالحصول على هذه الشهادة يعطي المؤسسة التي حصلت عليها الحق في دخول هذه الأسواق الضخمة، عبر منحها ميزات تنافسية.
تعزيز الثقة
وتؤدي الأيزو دوراً هاماً في رفع معدلات الثقة بين القطاع والمتعاملين معه، إذ تسهم في تحسين صورة الشركات لدى المستهلك والمورد ولاسيما عندما يكون المورد والزبون يتعاملان مع بعضهما للمرة الأولى أو بعيدان عن بعضهما جغرافياً، كما هي الحال عادة في مجال التصدير.
كما تحسّن الأيزو جودة التصميم والسلع وتلبية متطلبات ورغبات الزبون ورضاه عن منتجات الشركة أي منتجات عالية الجودة و بسعر مقبول.
ويعزّز دور الأيزو هذا، مساعدتها في رفع مستوى أداء الشركات وتحقيق الكفاءة و تحسين سمعة المؤسسة عبر تحفيز موظفي الشركة على العمل ورفع الروح المعنوية لديهم وتشجيعهم وتدريبهم وتطوير قدراتهم وزيادة إخلاص وارتباط العاملين في المؤسسة وبمنتجاتها وأهدافها.
رفع الأرباح
ومن شأن الأيزو زيادة الإنتاج ورفع أرباح الشركة من خلال الحد من تكلفة الإنتاج و تقليل نسبة التلف والعيب في المنتجات و وخفض المسترجعات والأخطاء الإنتاجية وزيادة المبيعات الحد من الإهدار في المواد و وقت العامل .كما تمكن الشركة من تحليل المشكلات التي تواجهها وتجعلها تتعامل معها من خلال الإجراءات التصحيحية والوقائية وذلك لمنع مثل تلك المشكلات من الحدوث مستقبلا عبر التوثيق ووضع خطة عمل ونظام رقابة وتفتيش تساهم في ربط أقسام المؤسسة كافة ويجعل عملها متناغماً وجماعياً، إضافة الى الارتقاء بمهارات وقدرات العاملين والمهندسين والإداريين داخل الشركة وتطوير مستواهم وتعليمهم كيفية تحديد وترتيب وتحليل المشاكل وتجزئتها إلى أصغر حتى يمكن السيطرة عليها.
توجّه نحو الأفضل
إن سير القطاع على طريق الجودة وعمل الدولة على دعمه في مساره هذا، يبشّران بأن القطاع متوجه نحو الأفضل عبر مواكبته لتوجهات الأسواق العالمية وحرصه على اقتناء مفاتيح النجاح والتي تأتي شهادة الأيزو في طليعتها، ما سيجعلها هدفاً للكثير من المصانع في المستقبل القريب.