PasteHere
الحريـري: للاستثمار فـي البنى التحتية
القصار: للإفادة من موقع لبنان الاستراتيجي
المركزية- اغتنم رئيس الحكومة سعد الحريري افتتاح مؤتمر "طريق الحرير" للتأكيد أن "بنيتنا التحتية وخدماتنا العامة هي ببساطة، ليست مصمّمة لهذا التدفق الهائل من المستخدمين"، داعياً إلى "الاستثمار في كليهما وبهذه الطريقة يستفيد كل من المضيفين اللبنانيين والنازحين السوريين على حدّ سواء. وهذا سيحسّن من خدماتنا العامة وبنيتنا التحتية، ويسمح لاقتصادنا بأن ينطلق لتعويض الانخفاض الحاد في النمو والعمالة والذي شعرنا به منذ بدء الأزمة". ولم يغفل شكر "المجتمع الدولي على ما قدمه من مساعدة إنسانية للنازحين السوريين، ونأمل بالتأكيد أن تستمر".
رعى الرئيس الحريري صباح اليوم افتتاح مؤتمر طريق الحرير "حزام واحد وطريق واحد في لبنان"، في "مبنى عدنان القصار للاقتصاد العربي"، نظماه رئيس مجلس إدارة "مجموعة فرنسبنك" عادل القصار ونائبه عادل القصار، بالتعاون مع غرفة طريق الحرير للتجارة الدولية، وذلك في حضور نائل الكباريتي رئيس الاتحاد العام للغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، لو جيان تشونغ رئيس غرفة طريق الحرير للتجارة الدولية، جمال إنيشفيلي الرئيس الفخري للمجلس الاستشاري لجنوب افريقيا، رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في آسيا والمحيط الهادئ. كذلك حضر المؤتمر ممثلون عن هيئات القطاعين العام والخاص الصينية واللبنانية، وحشد من أهل الصحافة والإعلام اللبناني والصيني.
القصار
بدءاً، شدد القصار في كلمته، على مدى أهمية هذا المؤتمر في تعزيز دور لبنان الاستراتيجي ووضعه على خارطة استراتيجية "حزام وحد وطريق واحد" التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، مؤكداً "دعمه الثابت لهذه الاستراتيجية التي ستكون بمثابة نقطة تحول في عالمنا الاقتصادي الحديث".
وقال: إننا كـ"مجموعة فرنسبنك"- المجموعة المصرفية والمالية الرائدة في 12 بلداً، وأول مصرف عربي يضم مكتباً للصين مكرّساً لخدمة الأعمال والتجارة والثقافة والسياحة مع الصين - يسرّنا أن نستضيف غرفة طريق الحرير للتجارة الدولية، وأن ننظم هذا المؤتمر الهام.
ودعا القصار المستثمرين الصينيين ورجال الأعمال إلى لبنان "للإستفادة من موقع لبنان الاستراتيجي نظراً إلى الدور المرتقب والمتوقع من الصين في مساهمتها بإعادة إعمار سوريا والعراق". وقال: ستستفيد الشركات الصينية من الشراكات والمشاريع التي ستعقد مع الشركات اللبنانية. إن موقع لبنان الاستراتيجي هو الآن أكثر من أي وقت مضى، مكان مناسب وبيئة مواتية للصين، ولدى لبنان الكثير ليقدّمه للصينيين من حيث تسهيل المعاملات وحرية نقل الأموال، إضافة إلى موارده البشرية، وعدا عن كونه البلد الأكثر أماناً في منطقتنا اليوم،" مثمّناً الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني.
وشدد على "ضرورة التعاون الثنائي من أجل تعزيز السياحة اللبنانية في الصين وإطلاق المراكز التجارية والصناعية والتجارية في لبنان"، وقال: نحن ممتنون لقبولكم دعوتنا لاختياركم لبنان نقطة انطلاق لانفتاحكم إلى العالم العربي. ونأمل أن نرى فصلاً جديداً من العلاقات بين لبنان والصين على أساس مبدأ تعلمناه منذ عقود عديدة من الصين - مبدأ المنفعة المتبادلة.
تكريم: وتخلل المؤتمر تكريم عدنان القصار كرئيس فخري لغرفة طريق الحرير للتجارة الدولية، التي أنشئت لتعزيز التعاون التجاري والثقافي بين دول طريق الحرير، بدعم من المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية CCPIT وغرفة التجارة الدوليةICC .
الحريري: وألقى الحريري الكلمة الآتية: "كلمة "الحريري" تأتي من الحرير، لذلك أنا سعيد بشكل مضاعف اليوم، أن أقف أمامكم في هذا الحدث الذي هو بعنوان: "طريق الحرير"! يكفي أن ننظر إلى الخريطة لنعرف لماذا كان لبنان دائما ملتقى طرق بين الشرق والغرب، في الثقافة والحضارة والدين والتجارة. إن العلاقات بين لبنان والصين قديمة، وقد تطورت مع نمو النقل والاتصالات بشكل مستمر، مما أدى إلى تقلص المسافات. حتى اليوم، وفي عصر القرية الكونية، لا أحد منا، صينيين أو لبنانيين، لديه أي عذر!
لقد رسم أسلافنا طريق الحرير، لأنهم أدركوا أهميته الاقتصادية والاجتماعية. واليوم، هذه الأهمية تضاعفت لدفع النمو الاقتصادي ومكافحة الفقر والبطالة. هذه الأهمية نفسها تصبح لا تقدّر ولا تحصى عندما نفكر في معيار تلاقي الحضارات والثقافات والأديان، والذي هو الطريقة الوحيدة لمكافحة التطرف والتعصب والعنصرية والانعزال. وبعبارة أخرى، فإنها الطريقة الوحيدة للحفاظ على الاستقرار العالمي والسلام. كانت الصين دائما مصدّرا رئيسيا للبنان. لكن الأمر ليس نفسه بالنسبة إلى صادراتنا إلى الصين، وهذا يدعو إلى جهود خاصة مشتركة من قبل القطاعين الخاص والعام في بلدينا، واليوم هو بداية جيدة لذلك. لقد اعتمدت حكومتي مقاربة جديدة للتعامل مع التحدي المتمثل في استضافة أكثر من 1,5 مليون نازح سوري.
أعرف أن النكتة الصينية تقول إن مليوناً ونصف مليون يمكنهم أن ينزلوا في فندق في الصين! لكن لكي أعبّر عن حجم المسألة، فإنها تشبه كما لو أن 500 مليون لاجئ أتوا إلى الصين بين ليلة وضحاها. هذه هي حالتنا الحقيقية في بلد فيه 4 ملايين لبناني فقط!
باختصار، ما نقوله هو التالي: نشكر المجتمع الدولي على ما قدمه من مساعدة إنسانية للنازحين السوريين، ونأمل بالتأكيد أن تستمر. ولكن بنيتنا التحتية وخدماتنا العامة هي ببساطة، ليست مصمّمة لهذا التدفق الهائل من المستخدمين. دعونا نستثمر في كليهما وبهذه الطريقة يستفيد كل من المضيفين اللبنانيين والنازحين السوريين على حدّ سواء. وهذا سيحسّن من خدماتنا العامة وبنيتنا التحتية، ويسمح لاقتصادنا بأن ينطلق لتعويض الانخفاض الحاد في النمو والعمالة والذي شعرنا به منذ بدء الأزمة. وأنا متأكد من أن الحكومة الصينية والشركات الخاصة ستفهم مدى أهمية ذلك، خصوصاً أن الاستثمار في لبنان اليوم يعني الاستعداد لإعادة الإعمار الضخمة في سوريا عندما يتم التوصل إلى الحل السياسي الذي نطمح إليه عاجلا أم آجلا.
إن لبنان أهم من أن يُترك وحيداً، فهو نموذج للتعايش والحوار. وهو النموذج لتسوية سياسية يسعى إليها الكثير من الأزمات الحاصلة في المنطقة اليوم. إن الأمن والاستقرار في بلدنا هما الأولوية القصوى لحكومتي اليوم، وهما ما ينبغي أن يكونا أولوية كل من يريد أن يحافظ على هذه القيَم في العالم اليوم.
إن خيارنا هو سلوك طريق الأمل، وتحقيق الاستقرار والتنمية، وهذا هو الاتجاه الوحيد الذي يمكن أن يقودنا جميعا إليه "طريق الحرير".
لو: ثم تحدث لو فأضاء على أهمية لبنان الاستراتيجية والمتزايدة في بناء طريق الحرير الجديد، وقال: يشرّفني أن أكون اليوم في بلدكم لبنان مع وفد من بلادي لنرسخ وإياكم آليات التعاون الثنائي التي تم الاتفاق عليها من قِبَل غرفة طريق الحرير للتجارة الدولية وأعضاء الغرف التجارية، بما في ذلك www.eSilkRoad وصندوق تنمية طريق الحرير الدولي.
مراسم توقيع: وشهد المؤتمر ثلاثة مراسم توقيع وأربع طاولات مستديرة انعقدت في إطار التأكيد على دور لبنان وموقعه في خريطة "حزام واحد، طريق واحد" وتعزيز مكانته كنقطة انطلاق الصين نحو منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجالات الأعمال والتجارة والتمويل والبنية التحتية، والثقافة، والسياحة.