شدد وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي خلال افتتاح ورشة عمل مركز التكامل المتوسطي التي عقدت في فندق الموفنبيك:"إن موضوع ورشة عملكم هو تحسين فرص العمل للمجتمعات المضيفة وللاجئين، وهو الهم الأكبر لنا جميعا اليوم خاصة وسط امتداد الأزمة لسنوات عدة، واشتداد تداعياتها على المجتمعات المضيفة والنازحة كما على الدول المضيفة".
وأشار الى أن "لبنان يستضيف أكبر عدد من اللاجئين نسبة لعدد سكانه، فمن اصل كل 1000 شخص يعيش في لبنان نحو 330 لاجىء، وان مناطق الأطراف التي كانت تعاني حتى قبل أزمة النزوح، من الفقر والتهميش، أول من فتحت أبوابها أمام الإخوة السوريين الذين فروا إلى لبنان وتقاسمت واياهم منازلها ومواردها الشحيحة".
وقال:"يستضيف 67% من اللبنانيين الأكثر فقرا، 87% من النازحين السوريين، وهذا يوضح ما ينتج عن استقبال الفقراء للفقراء، وما يرافق ذلك من تداعيات إجتماعية واقتصادية وصحية وتربوية وبيئية وأمنية، وارتفاع نسبة البطالة والتنافس على الموارد المحدودة اصلا، ما ادى إلى ارتفاع غير مسبوق في مستوى التوتر بين المجتمع المضيف والمجتمع النازح"، محذرا "من إمكانية ان تخرج الامور عن السيطرة بحيث سيصعب المحافظة على استقرار لبنان الإجتماعي، في ظل ازدياد نقمة الشعب اللبناني على النازحين السوريين".
وذكر بأن لبنان تكبد ما لا يقل عن 18 مليار دولار كخسائر اقتصادية نتيجة الأزمة السورية، ليصل دينه العام إلى 75 مليار دولار أي ما يزيد عن 160% من الناتج المحلي، في وقت بلغت نسبة البطالة 25% من اللبنانيين.
وجدد تأكيده أن "لبنان الذي لا يستطيع أن يوفر مقومات العيش الأساسية لجزء لا يستهان به من مواطنيه، لن يستطيع أن يؤمن فرص عمل إضافية للنازحين السوريين الذين تزداد أيضا حالتهم سوءا".
وأشار الى "أنه يجري العمل على مبادرات محلية تنمي الإقتصاد المحلي وتخلق فرص عمل للبنانيين وللسوريين معا في القطاعات التي يسمح بها القانون اللبناني"، لافتا "إلى أن دور البلديات مكمل في تنمية الإقتصاد المحلي، ونقترح ان يضعوا خططا تنموية واضحة لبلداتهم تساهم في تحديد الإتجاه المناسب لمساعدتهم، بشكل يمكنهم من الإستمرار بالإهتمام باللبنانيين والنازحين السوريين على حد سواء إلى حين عودة النازحين إلى بلدهم".
وطالب المجتمع الدولي "بأن يرتقي إلى نفس مستوى الدعم الذي قدمه لبنان لمواجهة هذه الأزمة، ليبقى صامدا في وجه كل ما يصيبه جراء تخلف المجتمع الدولي عن مواجهة النظام المجرم صانع الإرهاب والإرهابيين كما مواجهة عصابات الإرهاب".