في أول يوم عمل بعد أزمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري السبت الماضي، بقيت الأسواق المالية في لبنان تحت أنظار المصرفيين والمتعاملين والمستثمرين الماليين تحسّباً لأي بلبلة عقب أزمة الاستقالة. إلا أن تطمينات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على مدى اليومين الماضيين مباشرة وشخصياً، معطوفة على الخطاب الهادئ للأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله لجهة التأكيد على استقرار لبنان وسلامه وأمنه، انعكسا مباشرة على مشاعر المستثمرين الماليين وطوّقا المفاعيل السلبية التي كادت تتفرّع عن الأزمة المستجدة.
وليس بعيداً، يقف المصرفيون في لبنان على أهبّة التطورات المتسارعة التي تلقفتها الأسواق المالية وأكدت استقرار التعاملات لمصلحة الليرة، حيث لم يشهد "بنك عوده"، أي طلب غير اعتيادي على الدولار، وفق رئيس قسم الأبحاث وكبير الاقتصاديين في المصرف مروان بركات. ورأى أن تطمينات الحاكم ورئيس جمعية المصارف لجَمَت المخاوف، مشيراً الى أن مصرف لبنان يملك احتياطاً بنحو 44 مليار دولار "أي ما يغطي نسبة 80% من الكتلة النقدية بالليرة، ما يعني انه إذا رغب 80% من اللبنانيين في تحويل ليراتهم الى الدولار، فهو قادر على تغطية طلبهم. علماً أن في محطات سابقة وخصوصاً بين 2005 و2006، لم يتجاوز الطلب على الدولار في أقصى حدّ سقف الـ30% من الكتلة النقدية بالليرة. واليوم، الأسواق محمية بنسبة 80%".
وأكد بركات عدم تسجيل أي تحويلات ملفتة في "بنك عوده" الذي يعكس صورة السوق ويقود عملياتها كونه الأكبر من حيث الحجم، معتبراً أن ذلك لا ينفي وجود مفاعيل للأزمة على الوضع الاقتصادي، "أذ سيكون هناك تأثيرات على النمو الاقتصادي ومناخ الاستثمار والسياحة". وقال "بدا الوضع بوضوح اليوم أكثر من ممسوك سوقياً من الناحية المالية والنقدية".
المدير العام لـ"بنك سوسيتيه جنرال- لبنان" SGBL جورج صغبيني لاحظ وجود طلب طفيف على الدولار، "لكن الوضع بقي مستقراً طوال ساعات التداول اليوم، ولا سيما بعد تأكيد الحاكم سلامة استمراره في تثبيت سعر الصرف وحمايته من أي خضات بفضل الاحتياطي الأجنبي الذي يمتلكه والذي نجم عن الهندسات الاستباقية التي قام بها". وقال: تحافظ الأسواق على الثقة التي بُنيت على مرّ أعوام، بسياسات الحاكم بدليل عدم تفاعلها في أول يوم عمل مع "النكسة السياسية، ونطمئن الى عدم وجود ما يقلق الأسواق، فلبنان قادر على تجاوز هذه المحنة كما في السابق".