"تجار جبل لبنان" يطلقون مبادرة لدعم القطاع والصناعيون يطالبون بالإسراع في معالجة الإغراق
الحاج حسن يدعو لدفع المؤسسات الى المزيد من النمو
على رغم التحديات والصعوبات التي يعيشها القطاع الصناعي، لا تزال بوادر آمال كثيرة تلوح في الأفق مع اقرار مجلس النواب للقانون الرامي الى منح الحكومة حق التشريع في الحقل الجمركي لمدة 5 سنوات، والذي كان مطلباً اساسياً للقطاع نظراً لأهميتة المتمثلة بمساهمته في الحد من الإغراق الذي يعاني منه القطاع.
كما تبرز مبادرات قيّمة لدعم القطاع كان آخرها من قبل اتحاد تجار جبل لبنان، حيث اعلن رئيسه اطلاق مبادرة تتمثّل بالطلب من التجار اعطاء الاولوية لتوسيع حضور الصناعة اللبنانية في مؤسساتهم التجارية. وتكتسب هذه المبادرة اهمية خاصة اذ تأتي في وقت تشهد فيه الصادرات الصناعية انخفاضاً كبيراً.
رحبت جمعية الصناعيين اللبنانيين برئاسة الدكتور فادي الجميل بإقرار المجلس النيابي القانون الرامي الى منح الحكومة حق التشريع في الحقل الجمركي لمدة 5 سنوات، والذي كان مطلباً دائما للجمعية نظراً لأهميتة المتمثلة بمساهمته في الحد من الاغراق الذي يعاني منه القطاع.
وشكرت الجمعية الحكومة على جهودها في حماية الصناعة الوطنية، بحيث يشكل هذا القانون اداة ضرورية لها لاخذ الاجراءات اللازمة لتلبية مطالب الجمعية في الحمايات الوقائية لمعالجة الاغراق وتأثيره السلبي على الصناعة الوطنية .
وذكرت الجمعية انها سبق وقدمت، بناء على طلب وزارة الصناعة 22 ملفاً الى وزارة الاقتصاد والتجارة عن منتجات صناعية لبنانية تتعرض للإغراق، وطالبت بتوفير الرسوم الحمائية لها، حيث قامت بدرسها .
تسويق المنتجات اللبنانية في المؤسسات التجارية
وفي خطوة تعتبر غاية في الأهمية شكلا ومضمونا، زار رئيس اتحاد تجار جبل لبنان نسيب الجميل على رأس وفد من الاتحاد يضم عدداً من رؤساء الجمعيات التجارية في جبل لبنان، مقر جمعية الصناعيين اللبنانيين، حيث كان في استقبالهم رئيس الجمعية الدكتور فادي الجميل وبعض اعضاء مجلس الادارة. وجرى خلال اللقاء البحث في شؤون القطاعين التجاري والصناعي وابرز التحديات التي تواجههما لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها الاقتصاد اللبناني. واتفق الطرفان على التكامل من خلال اعطاء التجار الاولوية لتسويق الصناعة اللبنانية في المؤسسات التجارية في جبل لبنان.
وكان البارز في الزيارة اطلاق رئيس اتحاد تجار جبل لبنان نسيب الجميل مبادرة لدعم القطاع الصناعي، وهي تتمثل بالطلب من التجار اعطاء الاولوية لتسويق الصناعة اللبنانية في مؤسساتهم التجارية.
وشدد فادي الجميل على "اننا نمر بظروف اقتصادية سيئة، لذا المطلوب اليوم تخفيف الاعباء عن كل القطاعات، وللغاية طرحنا رؤية اقتصادية اجتماعية تطال كل القطاعات، إذ لا يمكن ان نبقى في موقع المتفرّج على الاحداث التي تدور في البلدان المجاورة، خصوصا وان هذه الاحداث طالت في الوقت، لذا علينا التحرك لإنقاذ اقتصادنا وقطاعاتنا. وقال: نحن نعمل اليوم على اعادة رفع صادراتنا وللغاية طلبنا من الحكومة أمران: مساعدتنا من خلال دعم النقل، والحد من اغراق لبنان بسلع ينتجها أو يصنعها.
من جهته، اعتبر نسيب الجميل ان كل هذه التحديات والصعوبات التي نمر بها، توجب علينا وعلى كل المعنيين بالشأن الاقتصادي العمل والتعاون لاحتواء التداعيات الكبيرة التي تنتج عن هذا الوضع الخطر. لذا دعا الى ضرورة تشجيع المستهلكين على التركيز في مشترياتهم على شراء المنتجات اللبنانية الصنع بما يقوي الاقتصاد ويريح القطاعات ويؤمن لها السيولة.
وتابع: انطلاقاً من كل ذلك، نحن كاتحاد تجار جبل لبنان نطلق من جمعية الصناعيين مبادرة لدعم القطاع الصناعي، وهي تتمثل بالطلب من التجار اعطاء الاولوية لتوسيع الصناعة اللبنانية في مؤسساتهم التجارية.
تنمية القدرات الوطنية لاصحاب العمل
في سياق اخر، اشار الجميل الى "اننا نؤمن ان الاقتصاد المستدام يبنى على قواعد متينة اساسها تماسك اقتصادي اجتماعي، لذا أخذنا المبادرة في جمعية الصناعيين اخذنا المبادرة واطلقنا رؤية انقاذية اقتصادية اجتماعية متكاملة، تقوم على معالجة شاملة للوضع الاقتصادي ".
وناشد، خلال ورشة عمل نظمتها الجمعية بالتعاون مع BUSINESSMED والمجموعة الاوروبية حول تنمية القدرات الوطنية لاصحاب العمل في منطقة جنوب المتوسط ( (Solid BusinessMED وبرنامج SOLID والمجموعة الاوروبية، باسم فرقاء الحوار الثلاث العمل على "مساعدة مؤسساتنا المحلية ايضا" على الدخول الى الاسواق الاوروبية وتقديم التحفيزات والاجراءات التي تقدمها لبلدان اخرى، كي نرفع حقا" تحدي خلق فرص عمل في بلداننا ونوقف تدفق طاقاتنا الشبابية الى الشمال.
وأكد رئيس اتحاد رجال الاعمال المتوسطي جاك صراف في كلمة له "ان لا سبيل للنهوض بالقدرة المهنية والحفاظ على السلم الاجتماعي الا باعتماد حوار اجتماعي شامل وديناميكي كوسيلة لبلوغ الاهداف التنموية نظراً لمساهمته الفعالة في تكريس قيمة العمل وترسيخ مقومات العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية الاجتماعية".
واعلن رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي روجيه نسناس انه "حين اطلقنا دراسة "نهوض لبنان- نحو دولة الانماء" من السراي الكبير قبل اشهر، شددنا على ان لبنان يحتاج الى رؤية علمية وعملية ترمي الى تفعيل كل القطاعات. فالنهوض لم يعد مسؤولية الدولة وحدها. وليس مسؤولية القطاع الخاص بمفرده. بل النهوض هو مسؤولية مشتركة بين الدولة والقطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع المدني من جهة، ومن جهة اخرى بتفعيل علاقاتنا الاقتصادية مع الدول الشقيقة والصديقة.
اجتماع دوري للاتحاد الاوروبي لمصنعي الورق والكرتون في لبنان
وكان، الاتحاد الاوروبي لمصنعي الكرتون The European Federation of Corrugated Board Manufacturers – FEFCO قد عقد اجتماعه الدوري في لبنان، في سابقة تحصل للمرة الاولى خارج اوروبا، وذلك بناء على دعوة رئيس نقابة الصناعات الورقية والكرتون الدكتور فادي الجميل وبمشاركة رئيس الاتحاد، أمينه العام واعضاء مجلس الادارة.
وأشاد الوفد خلال لقائه رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين بقدرة الصناعة اللبنانية على التواصل مع المجموعات العالمية، بما يفسح المجال امام مزيد من التعاون المشترك في ما بينهما.
ثم رافق الجميل الوفد في الجولة التي اجراها على بعض مصانع الورق والكرتون في لبنان، حيث اطلع على طريقة عملها والتحديات التي تواجهها.
كما اجتمع الوفد برئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان السفيرة كرستينا لاسن التي نوهت بقدرات الاقتصاد اللبناني عموماً والصناعي خصوصاً وتمكنه من مجابهة التغييرات وعزيمته تجاه التحديات.
شهادة الصحة والسلامة المهنية
وعلى صعيد وزارة الصناعة، أكد وزير الصناعة حسين الحاج حسن خلال رعايته مؤتمرا لشركة "بويكر" أطلقت خلاله شهادة الصحة والسلامة المهني على أهمية "إيجاد الحلول المناسبة لدفع المؤسسات في لبنان نحو المزيد من النمو والازدهار".
وشدد على ان "حال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم قد تدهور كثيرا في السنوات القليلة الماضية، وذلك بسبب نشوء مؤسسات غير مرخصة مما زاد من حدة مشكلة السلامة والصحة في العمل".
وبعد كلمة للمديرة العامة للشركة بانا قبرصلي عن عمل "بويكر" وأهدافها وأنشطتها، تحدث الرئيس التنفيذي للشركة ميشال بيوض، فأوضح أن "هذا البرنامج يقدم نظاما سنويا لتدريب الموظفين على أسس الصحة والسلامة في العمل وتأهيل المنشأة عبر إجراءات فعالة ومبسطة تساعد على التزام المعايير الأساسية للسلامة والصحة لضمان التزامها، إضافة إلى زيارات رقابية دورية سنويا وشهادة OHS LiteTM".
بدوره، رأى رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير أن البرنامج "منح لبنان مصدر أمل للحفاظ على مكانة مهمة في الخارطة الاقتصادية"، آملا من خلال "هذه الخطوة المباركة أن تتوسع أعمال الشركة لخدمة لبنان اقتصاديا وبيئيا".
جولة في اليابان
وفي إطار المشروع المشترك بين وزارة الصناعة ومنظّمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية ( يونيدو ) الممّول من الحكومة اليابانية لدعم قطاع الصناعات الخشبية، زار وفد من وزارة الصناعة برئاسة المدير العام داني جدعون ومن يونيدو ومن قطاع الخشب والمفروشات في لبنان اليابان لمدّة أسبوع، وذلك للاطلاع على تطوّر هذه الصناعة وارساء قواعد تعاون مستقبلية. يهدف البرنامج الى ايجاد فرص عمل وتنمية القدرات البشرية في قطاع الصناعات الخشبية والمفروشات.
شملت الجولة مدينة تاكاياما التي تعتبر واحدة من أهم المناطق الصناعية في قطاع الخشب في اليابان، ومدينة ناغويا حيث حضر الوفد افتتاح معرض موكينتن 2017 العالمي لصناعة الآلات الصناعية الخاصة بصناعة الخشب، وجال في مصنع ماكيتا لصناعة الادوات الصناعية.
كما تضمّن البرنامج أيضاً زيارة مصنع كاشيواغي كو لصناعة الكراسي والطاولات، ومتحف هيدا للأعمال الخشبية والمعهد المهني لتعليم مهنة النجارة في تاكاياما.
وشدّد جدعون على أهمية تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص والجهات المانحة والمنظمات الدولية من أجل تطوير البرامج وتبادل الخبرات وارساء التعاون المستقبلي الذي يؤمّن المصلحة الاقتصادية.
زيادة الصادرات اللبنانية الى السويد
كما نظّمت الوزارة بالتعاون مع معهد البحوث الصناعية والسفارة السويدية في لبنان والمجلس الوطني للتجارة في السويد ورشة عمل في المعهد عن " كيفية زيادة الصادرات اللبنانية الى السويد" لا سيّما في مجال الصناعات الغذائية والمشروبات الروحية، بمشاركة المدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون، المدير العام لمعهد البحوث الصناعية الدكتور بسام الفرنّ، السفير السويدي في لبنان يورغن ليندستروم، السيد محمد ابو حيدر ممثلاً وزارة الاقتصاد والتجارة، عدد من المسؤولين في وزارة الصناعة والمعهد وخبراء من السويد وصناعيين. وهذا النشاط هو الأول من نوعه على صعيد تبادل الخبرات وتفعيل العلاقات الاقتصادية والتبادلية بين لبنان والسويد.
واكد الفرنّ في كلمة له على دور المعهد منذ تأسيسه قبل ستين سنة تقريباً في مساعدة القطاع الصناعي اللبناني، ومساهمته في رفع مستوى انتاجيته وفعاليتها وتطوير الاقتصاد الوطني ككلّ.
وتحدّث عن توسّع نشاطات المعهد منذ التسعينات على صعيد تقديم الخدمات الاستشارية والأبحاث التطبيقية والفحوص المخبرية والتدقيق والمراقبة ونظم شهادات المطابقة.
وأوضح أن المعهد بالتعاون مع وزارة الصناعة والاتحاد الاوروبي ومنظمة يونيدو نفّذ تقنياً برنامج MedTest II الذي هدف الى دعم ثماني مؤسسات جديدة في قطاع الغذاء، داعياً الى التعاون من أجل وضع ركيزة صلبة ومتينة تؤسس لتعزيز الصادرات اللبنانية الى السويد لا سيما في مجال الصناعات الغذائية.
وأوضح السفير السويدي أن ورشة العمل هذه تأتي نتيجة التزام بلاده في التجارة العالمية بناء على قناعة بأن التجارة باستطاعتها المساهمة في تحقيق النمو الاقتصادية".
واكد جدعون "أن الصناعي اللبناني يحتاج في ظلّ الازمة الاقتصادية العالمية وفي ظلّ الحرب القائمة في المنطقة الى التفتيش عن أسواق جديدة لتسويق انتاجه فيها".