اعتبر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن "عودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته وإعادة تفعيل الحكومة، يعززان ثقة المتعاملين مع الأسواق المالية، مقيمين وغير مقيمين".
وقال في مقابلة مع "فرانس 24": الأسواق لا تحبّذ الوضع الغامض ورؤية ضبابية في بلد معيّن، وقد تلمّسنا ذلك عندما أعلن الرئيس الحريري استقالته. فالأسواق في ضوء العودة عن الاستقالة، ستكون أكثر هدوءاً، إن في أسواق القطع أو حتى في التداول بسندات الخزينة اللبنانية في الخارج.
وعما إذا كان ارتفاع الفائدة على الليرة سيستمر خلال الفترة المقبلة، ومدى تأثير ارتفاعها على الاقتصاد الحقيقي، قال: ارتفاع الفائدة يؤثر من دون شك على المناخ الاقتصادي للبلد، إنما هذا الارتفاع نتَج عن أزمة سياسية وليس بإرادة ذاتية من مصرف لبنان. إذ أن الأزمة السياسية رفعت من منسوب المخاطر في لبنان، لذلك مَن أراد الاحتفاظ بالليرة اللبنانية أصبح يطالب بفوائد أهم.
وأضاف: قام البنك المركزي والحكومة اللبنانية ممثلة بوزارة المال، بإصدار 3 آلاف مليار ليرة بفائدة 1 في المئة، بمعنى أننا اكتتبنا بالإصدار الذي أطلقته الدولة، الأمر الذي سيُبقي معدل الفوائد على السندات الحكومية مستقراً. لذلك لن تتأثر بذلك شريحة كبيرة من المقترضين بالليرة اللبنانية لأهداف سكنية أو لديهم قروض مدعومة بالليرة اللبنانية لقطاعات الإنتاج، بل سيتأثر أصحاب القروض التجارية العادية، إذ سترتفع الفائدة على قروضهم، إنما في المقابل ستبقى لديهم إمكانية تحويل ديونهم من الليرة إلى الدولار من دون أي تداعيات على العملة الوطنية، إذ أن عمليات الاقتراض في لبنان بشكل عام هي في غالبيتها بالدولار الأميركي، وبالتالي الأسواق اللبنانية معتادة على هذا الأمر.
أكد سلامة أن "لبنان لم يشهد سحب ودائع من جانب غير المقيمين بشكل كبير، بل في حدود 500 إلى 600 مليون دولار فقط، لكن ليس بالضرورة أن يكون أصحاب تلك الودائع من الخليج"، وعن حجم رؤوس الأموال الخليجية في لبنان، وتحويلات اللبنانيين في الخليج، لمعرفة مدى ارتباط الاقتصاد اللبناني باقتصادات دول الخليج، قال: لا نستطيع تحديد ذلك، نظراً إلى وجود السرية المصرفية في لبنان، ولا أحد يستطيع ذلك. فالأرقام المتداولة غير مؤكدة. أما في ما يتعلق بمصرف لبنان فكان لدينا وديعة للمملكة العربية سعودية، لكننا سدّدناها. هناك علاقات دائمة مع دول الخليج الأخرى، ومع السعودية أيضاً، لكن لا شيء ثابتاً من جهة المملكة، كوديعة في مصرف لبنان، كما يتداول البعض.