42 شركة وطنية وأجنبية تشارك في "السوريون يبنون سورية"
عرنوس لـ"الصناعة والإقتصاد": سورية بخير
ولبنان معني بإعادة إعمار سورية
إفتتح وزير الأشغال العامة حسين عرنوس "المعرض الثاني لإعادة إعمار سورية" الذي نظمته المؤسسة السورية الدولية للتسويق "سيما"، تحت شعار "السوريون يبنون سورية"، بدعم من اتحاد غرف التجارة السورية، وذلك في فندق "داما روز" في دمشق، بمشاركة 42 شركة وطنية وأجنبية متخصّصة في مجال الإعمار وخدماته وعدد من السفارات المعتمدة في دمشق.
وتشارك في المعرض شركات من الصين والنمسا وكوريا الجنوبية وعدد من الشركات الأجنبية إلى جانب الشركات الوطنية لتلبية متطلبات إعادة الإعمار وجذب التقنيات ورسم ملامح إستراتيجية العمل للمرحلة المقبلة. كما برزت مشاركة كثيفة من قبل سفارات دول عدة أبرزها تشيكيا، أندونيسيا، الهند، الفيليبين، فنزويلا، كورية، وإيران.
ويتضمن المعرض خدمات البناء والإنشاء والخدمات العقارية والهندسية والإكساء الداخلي والخارجي والطاقة والقوى المحركة والاستشارات الفنية والبنى التحتية والتعهدات والبنوك وشركات التأمين.
ويرافق المعرض محاضرات تخصصية حول تطوير أدوات الإنتاج حول الطاقة البديلة والتقنيات الحديثة في الربط الشبكي وتقنيات الإنارة البديلة وتجربة للشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية في الكشف عن الأبنية المتضررة ومفاهيم ومبادئ أساسية في التصميم الزلزالي.
عرنوس
وأكد عرنوس في حديث مع "الصناعة والإقتصاد" أن تنظيم المعرض ومشاركة الشركات الكثيفة فيه دليل على أن سورية بخير رغم ما يحاك ويقال. وقال: "رغم الهجمة الكبيرة على سورية وحقد الجهلة على هذا البلد الكبير، الرسالة التي يؤكدها المعرض واضحة حيث تشارك فيه 42 شركة داخلية وخارجية، ما يعني أن البلد بخير".
وأضاف: "لدينا قناعة مطلقة بوضوح رؤيتنا، وثقتنا ببلدنا وشعبنا أكبر من أن تهزّ تحت أي عدوان، ولذلك فالبناء مستمر والمعارك مستمرة والحياة مستمرة في سورية".
وتابع: "يسألني البعض، متى ستبدأ عملية الإعمار، وأنا أجيبهم يسؤال آخر: هل وقف تنفيذ المشاريع حتى نقول أننا نريد الإعمار؟".
وشدّد عرنوس على أن سورية تشهد يومياً نشاطات ثقافية واجتماعية وإقتصادية، ما يعني أن الشعب السوري شعب حي ولذلك هم يركزون على ضربه لأنه كذلك.
وفي رد على سؤال، أكد عرنوس أن "سورية تعوّل بالشكل الأساسي في عملية إعمارها على أهلها وشعبها وعلى السوريين سواء كانوا في الداخل أوالخارج وعلى أصدقائها الذين وقفوا معها في أزمتها، وهم معروفون من إيران وروسيا وخط المقاومة، ولبنان معني في هذا الجانب إذ إن الدم اللبناني والدم السوري أصبحا مشتركين".
واعتبر أن "مشاركة المصارف الخاصة والعامة إضافة إلى أسواق الأوراق المالية والمغتربين في المعرض، يؤشر إلى عدم وجود خوف من إمكانية غياب التمويل في عملية إعادة الإعمار". وشدّد عرنوس على "وجود تحضيرات كثيرة لإعادة الإعمار وهي تأخذ طابع الأولوية وسيراها الناس على الأرض قريباً".
وأعرب عرنوس عن اعتقاده أن المعرض المقبل سيكون على أرض المعارض في دمشق، كما أعرب عن تفاؤله بوجود مشاركة إقليمية ودولية في المعرض، كاشفاً عن وجود مجموعة كبيرة من الشركات اللبنانية الراغبة في المشاركة في عملية الإعمار والتي ستعامل تماماً كما الشركات السورية حينذاك".
طيارة
وأكد المدير العام للمؤسسة موفق طيارة "أنّ المعرض يتيح رسم ملامح استرتيجية العمل للمرحلة المقبلة من خلال التعاون والمشاركة بين الشركات الوطنية والأجنبية"، لافتاً إلى "أنّ أهمية الدورة الثانية من المعرض تنبع من إتاحة إمكانيات واسعة لتلبية متطلبات عملية إعادة الإعمار واستقطاب التقنيات الحديثة من مختلف دول العالم، بحيث يشارك في المعرض عدد من الدول مثل لبنان، النمسا، كوريا الجنوبية، والصين".
وعبّر المشاركون في المعرض، بدورهم، عن أهميته وعن آلية التعاون التي تقدمها شركاتهم من خلاله، وقال مدير الأعمال التجارية في شركة LG محمد لحام: "هذه هي المشاركة الثانية لشركتنا في المعرض حيث لمسنا مشاركة عدد كبير من الشركات التي استمرت في عملها داخل سورية والتي تعمل أيضاً بخطط واستراتيجيات لما بعد الحرب، كما أننا نسعى إلى قطف ثمار الاستثمار خلال الحرب وما بعدها، كما أنّ منتجاتنا تتناسب مع إعادة الإعمار وأهمها نظام الطاقة الشمسية".
الحصري
كما تحدث هاني الحصري من شركة الشرق الأوسط للمقاولات عن مشاركة الشركة في المعرض وقال: "نعمل في مجال المقاولات منذ عام 1989 وشاركنا في الدورة الأولى من المعرض ولاحظنا حجم الإقبال الكبير عليه وستكون مساهمتنا في إعادة الإعمار من خلال مشاريع إعادة بناء الأبنية والمشاريع الطرقية باستخدام تقنيات حديثة بالتعاون مع الشركة الألمانية "ميفا"، ما يساهم في سرعة إنجاز العمل". وأضاف: "تأتي آلية التعاون بيننا وبين الدولة من خلال طرحها لمشاريع إعادة إعمار في منطقة سكنية مفتوحة نحن على استعداد لإنجازها من الألف إلى الياء بداية من الحفريات وانتهاءً بالبناء، خصوصاً في المناطق التي تضرّرت، وعادت إلى حركتها الطبيعية حالياً مثل داريا وخلف الرازي".
جرندوقة
وفي الإطار نفسه، تحدث المهندس أحمد جرندوقة المدير العام لشركة الحماية محدودة المسؤولية، وقال: "يتمحور معظم عملنا مع الدولة فهي حالياً المشتري الأكبر، وخصوصاً أنّ القطاع الخاص منكفئ حالياً في ظلّ هذه الظروف التي تعاني منها البلاد ومجال مشاركتنا في المعرض عبر تقديم أنظمة حلول أمنية للمنشآت والأفراد والمناطق الصناعية وأنظمة طاقة وفلاتر وطاقة شمسية".
وشمل برنامج المعرض عدداً من المحاضرات العلمية والتخصصية حول الشروط الفنية العامة لاستيعاب تقنيات عملية البناء الحديثة وتطوير أدوات الإنتاج لمرحلة إعادة الإعمار للشركة العامة للبناء وحلول الطاقة البديلة لشركة "إل جي" والتقنيات الحديثة في الربط الشبكي وأجهزة عدم انقطاع التيار الكهربائي وتقنيات الإنارة البديلة لشركة "إ بي تك" وعرضاً لتجربة الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية في الكشف على الأبنية المتضررة ومفاهيم ومبادئ أساسية في التصميم الزلزالي للأبنية.