مدير عام شركة التغذية" سمير سنو: كلمة صنع في لبنان ذات قيمة خارجياً
ولا أرى تجربة النقابات ناجحة
شهد لبنان خلال السنوات السابقة عملية تطوير للصناعات الغذائية التي باتت من أهم الانتاجات الصناعية، خصوصاً أن معظم الصناعات الغذائية اللبنانية تعتمد على التصدير بسبب كثافة أنتاجها وعدم استيعاب السوق المحلية لها، وقدرتها التنافسية في الأسواق الخارجية، ويعود ذلك الى الجودة الصناعية ومواصفات سلامة الغذاء التي يتميز بها الإنتاج اللبناني في معظم صناعاته الغذائية.
وفي هذا الشأن أكد سمير سنو مدير عام شركة "التغذية" أن صناعة المواد الغذائية في لبنان تعتبر رقماً صعباً في عملية التنافس في الخارج على الرغم من عدم حصولها على الدعم الكافي رسمياً. وعن عدم المساواة الذي يتعرض له قطاع الصناعات الغذائية والتنافس مع البضائع الأجنبية قال سمير سنو: "لا يوجد مساواة في ما يتعلق بالجودة ومستوى الأصناف والمتابعة الادارية والتسويقية، نحن من خلال انتشارنا في عدد كبير من دول العالم ومشاركتنا في مناسبات على المستوى العالمي والطلب الذي يكون على منتجاتنا من بعض الدول ليحصلوا على وكالتنا، هذا يدل أن لدينا مستوى.
أما المشكلة الموجودة هي عدم المساواة في ما يحصل عليه منافسونا من حضور ومساعدة، فعندما نود منافسة شركات على مستوى عالمي من المفترض أن يؤمن لنا ما تؤمنه الدول الاخرى للصناعة، لأن كل ما يتحقق من انجازات على المستوى الصناعي في لبنان أغلبه بجهود فردية من اصحاب المؤسسات، وهذا ما يعطي صورة عن حجم الجهد الكبير والاداء العالي للإدارة والصناعيين والعاملين في هذا المجال، لأن منافسينا من دول العالم ظروفهم مختلفة تماماً".
وعن نمو القطاع الصناعي ورفعه لمستوى الناتج المحلي قال: "هناك خصوصية في لبنان للصناعة الغذائية وهي تتميز بأهمية وشأن في العالم ولكنها غير مقدرة على المستوى الرسمي، فاسم لبنان في الدول العربية مهم مقارنة مع منافسينا من دول عربية أخرى، فكلمة "صنع في لبنان" لها قيمة، هذا بالاضافة الى الذوق الصناعي اللبناني واهتمامهم بالجودة والتغليف والذوق، وهذه مجموعة من العوامل تساعد في دعم الصناعة والاقتصاد اللبناني، لكن الصناعة لم تأخذ حقها بعد وأمامها مجالات واسعة لو أمنت لها الظروف التي تحتاجها لارتفعت نسبة الناتج الاقتصادي من الصناعة فقط".
فيما شرح الظروف التي يمكن ان تطور الصناعة بالقول: "عندما نتكلم عن الاقتصاد نقول (الإقتصاد الوطني) أي أنه ليس خاصا بقطاع أو شركة معينة، وعندما نتحدث عن الاقتصاد الوطني تكون هناك مؤسسات وطنية من المفترض أن تؤمن له ما يحتاجه، وهذا ما يحصل في كل دول العالم، وهذا أمر طبيعي.
بينما في لبنان هناك أمور كثيرة تشغل بال المؤسسات الوطنية غير الانتاج عامة، فلو أن هذه المؤسسات تقوم بعملها تستطيع تقديم الدعم، فاي نشاط نود القيام به إذا لم يتابع باهتمام ومسؤولين يتابعون، مثلاً اي صناعي في العالم إن حصلت مشكلة يتوجه بها الى الوزارات لتسهيل معاملاته وتطبيق الإتفاقات لمصلحته، هم يستطيعون تنظيم الشروط الصناعية التي فرضناها عليهم، وعندما نود نحن الدخول الى أسواقهم لا نستطيع، ولكن عندما نود التصدير ندفع عندهم رسوماً بينما هم لا يدفعون عندنا تلك الرسوم، فيدخلون لينافسونا، ونحن ملزمون بتنفيذ الاتفاقيات".
الدولة والنقابات
وعن عدم فاعلية اجراءات الدولة والنقابات قال: "لنكن موضوعيين، عامة لا ارى أن تجربة النقابات ناجحة في لبنان والسبب هو في المفاهيم والذهنية التي يعتمدها العاملون في هذه المجالات فهي غير فعالة ولا تشبه مثيلاتها في دول أخرى ، مثلاً عادة في دول العالم يكون لديهم إرادة ليتجمعوا، حتى لو لم يكن هناك نقابة يبحثون عن العوامل التي تجمعهم ويؤسسون نقابة تدافع عن حقوقهم، بينما نحن لدينا امور كثيرة تجمعنا إلا ان النقابات ليست فعالة بهذا الهدف، ولكن بمجرد انطلاق المشروع تتعثر هذه الانطلاقة بسبب المبادرة الفردية، لان الناس يبحثون عن التوحد والاندماج والمبادرة الفردية لا تنجح".
وأضاف: "لا اريد أن أشمل كل أعضاء النقابات، لكن البعض يؤسس للنقابات ولا يقومون بعملهم، فبعض اصحاب النقابات تهمهم مصالحهم الخاصة ومؤسساتهم، وبالتالي اعضاء النقابات جزء منهم هو اهمال أو يأس من ان النقابة لن تحقق أهدافهم. فلا الدولة ولا النقابات تقوم بعملها وهذا ما يدفع كل فرد من خلال مؤسسته الى النضال من أجل إيصال صوته".
وعن المبادرة الفردية التي قامت بها جمعية الصناعيين لإنشاء مدن صناعية وعدم انتظار الدولة، قال: "هذا أمر يبشر بالخير ولكن جمعية الصناعيين ليس لديها صفة تنفيذية، فهم يستطيعون تنسيق الجذور وتقديم التوصيات، وتبقى الأمور بانتظار قرارات الدولة التي هي النقطة الصعبة، وهنا أقول إن الدولة أيضاً هي نحن عندما نرضى بالوضع لا أحد يغيره".
السلع المتجددة
وعن التجدد في الصناعات التي تقدمها شركة تغذية كل فترة قال سنو: "منذ بداية العمل في شركة التغذية في العام 1986، كنا ننتج اللحوم الحلال المصنعة والمبردة، وطرحنا انتاجنا في وقت لم يسبقنا أحد محلياً ولا وجد قبلنا، وكنا نلبي طلب المستهلك الذي يشترط أن تكون اللحوم حلالا، لهذا شعارنا هو أننا "أول من قال مرتديلا حلال" وتطورت الشركة وانتقلنا الى مركز أكبر وتوسعت الأصناف ورفعنا مستوى الجودة.
هذا بالاضافة الى مشاركتنا في العديد من المعارض العالمية وأخرها معرض "غولف فود" حيث شهد جناحنا اقبالاً كبيراً، وطلب الكثيرون ان يكونوا وكلاء لنا في دول العالم، هذا بالاضافة الى تصديرنا حوالى 60% من منتجاتنا المعلبة الى خارج لبنان. نصدر الى استراليا والخليج والعراق وافريقيا وسورية وافغانستان وفنزويلا وغيرها، ومن خلال مشاركتنا في المعارض العالمية يكون هناك اتجاه للعمل على التصدير الى خارج لبنان".
وعن المنتجات الجديدة قال: "نطور كل فترة المنتجات القديمة لتصير جودتها أحسن وطعمها أطيب وضررها اقل، من خلال انتقالنا الى المصنع الجديد الذي كان مشروعاً وصار الآن ورشة عمل مساحتها 22 ألف متر يتضمن مبنى كبيرا ومستودعات وخطوط انتاج أكبر، وسيكون لدينا مشروع واسع لتطوير صناعتنا، نحن نعمل بلحم الدجاج والبقر والحبش ومن كل واحدة هناك عدة اصناف زيتون وفستق ومدخنات، بالاضافة الى (هوت دوغ) ومن المعلبات عندنا احجام مختلفة، وأخيراً سندخل صنفاً جديداً، حيث سنستورد الطون ونعلبه، وستبقى هناك أفكار جديدة ولن تنتهي".
وختم سنو: "على الرغم من أي عوائق انتاجية أو ترويجية إلا أن لدينا إنجازات على مستوى الجمعيات والنقابات او على مستوى مؤسسات الدولة نتيجة وجود عناصر كأفراد يكونون فعلاً نشيطين ولديهم مصداقية وحماسة، ولكن المنظومة هي المشكلة وعندما تواجهها الجهود الفردية مهما فعلت يبقى انتاجها محدود".