يبدو أن أسعار النفط بدأت تسير عكس التوقعات، وبدأت في الارتفاع التدريجي، وبحسب ما قاله محللون في شؤون النفط تحدثوا لـ"العربية.نت" فإنه مع اقتراب فصل الشتاء فإن الأسعار ستتحسن، إلا أن آخرين أوضحوا أن وجود الفائض الكبير في السوق قد لا يعطي فرصة للأسعار في تصحيح مسارها نحو الارتفاع.
وبحسب الخبير كامل الحرمي "فإن التقلبات الحادة للأسعار ستستمر نتيجة وجود الفائض الكبير مع تباين المواقف للدول المنتجة، وقال رغم التفاؤل بدخول فصل الشتاء فإن هذا الثلج لن يكون أثره باردا على الأسعار على المدى البعيد. وقال "لننتظر لنرى كيف ستكون نتائج الربع الأول من العام القادم، ونقرأ أرقام السنة المالية الجديدة للدول المنتجة لنعرف كيف هي النتائج؟
سوق مفتوحة
وتبقى التوقعات متباينة في معرفة إلى أين ستصل الأسعار، فهل سترجع للمئة دولار أم أنها تواصل التراجع دون السبعين؟
المحللون قالوا إن قرار أوبك بعدم تخفيض الإنتاج سيترك السوق يحدد السعر أي كان مستواه مع توقعات بتحسن الأسعار في عام 2016، مع ضعف إنتاج الدول خارج أوبك.
وتبقى الحقيقة أن الأسعار قد تسير نحو منحنيات شديدة، وقد نشهد في الفترة المقبلة تراجعا مؤلما أيضا رغم أن برنت اليوم عكس اتجاهه نحو الارتفاع فوق 70 دولارا للبرميل اليوم الخميس بحسب "رويترز"، ليصعد نحو واحد بالمئة بالتوازي مع العقود الآجلة الأميركية بدعم انخفاض في مخزونات الخام بالولايات المتحدة. وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة أمس تراجع مخزونات الخام الأميركية أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي مع قيام مصافي التكرير بزيادة الإنتاج.
تقلبات حادة مقبلة
وارتفع برنت 48 سنتا إلى 70.40 دولار للبرميل. وأغلق العقد دون 70 دولارا بعد تقرير أشار إلى أن السعودية تتوقع مزيدا من الانخفاض في أسعار النفط. وارتفعت عقود الخام الأميركي 64 سنتا إلى 68.02 دولار للبرميل بعد زيادة 50 سنتا في الجلسة السابقة.
إلى ذلك نقلت "رويترز" عن مدير صندوق التحوط الذي اشتهر بنبوءته في عام 2008 بصعود حاد لأسعار النفط ثم انهيارها، إنه من المنتظر أن تشهد هذه الأسعار تقلبات حادة بعد قرار أوبك ترك السوق لتحدد مستواها بنفسها وفق عوامل العرض والطلب، ويضيف أن المنتجين الأميركيين سيشعرون بوطأة تلك التقلبات.
إنه بيير أندوران الذي حقق صندوقه الاستثماري البالغة قيمته 350 مليون دولار عائدا نسبته 18 في المئة الشهر الماضي بالرهان على هبوط أسعار النفط. وقال إن السعودية لم تعد تحاول التحكم في إمدادات المعروض في مواجهة طفرة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.
ليست منتجاً هامشياً
وقال أندوران من صندوق أندوران كابيتال مانجمنت ومقره لندن "حقيقة أن السعودية لن تصبح بعد الآن المنتج الهامشي تنبئ بمزيد من التقلبات. وذلك ينبئ بتحركات أكبر من جانب المستثمرين لاستغلال هذا الوضع".
وكانت منظمة أوبك، بقيادة أكبر عضو منتج فيها السعودية، قرررت في فيينا الأسبوع الماضي أن تدافع عن حصتها في السوق بدلا من خفض الإنتاج للدفاع عن الأسعار، وذلك في محاولة لحمل منتجي النفط الصخري العالي التكلفة في الولايات المتحدة على إبطاء وتيرة الإنتاج أو تقليصه.
وكان الصندوق السابق لأندوران البالغ من العمر 37 عاما -وهو بلوجولد- حقق عائدا نسبته أكثر من 200 في المئة في عام 2008 من تنبئه بالصعود الحاد لأسعار النفط ثم انهيارها في ذلك العام. وحقق الصندوق نتائج قوية في عامين من الأعوام الثلاثة التي أعقبت ذلك قبل أن يغلق أبوابه في نهاية عام 2011 وتفرق مؤسسوه كل في طريقه.
وأعيد إطلاق الصندوق تحت اسم أندوران كابيتال في عام 2013. وقال أندوران قبل خمسة أسابيع إن أسعار النفط قد تهوى حتى 50 دولارا للبرميل، وهو تنبؤ يبدو على نحو متزايد أنه نابع عن ذي بصيرة، فقد هبطت أسعار النفط قرابة 40 في المئة من أكثر من 115 دولارا في يونيو، إلى أدنى مستوياتها في خمسة أعوام دون 68 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي.
منتجو "الصخري" وضغط النفقات
ومع أن بعض المحللين يقولون إن بعض منتجي النفط الصخري الأميركيين قد يضطرون إلى التوقف عن الإنتاج إذا هبطت الأسعار دون 80 دولارا للبرميل فإن تلك التقديرات تم تعديلها بالنقصان بدرجة كبيرة. وقام كثير من صغار المنتجين بإبرام صفقات تحوط لإنتاجهم بأسعار أعلى لعام 2015 ويجدون سبلا لضغط النفقات. وقال أندوران "إبطاء وتيرة الإنتاج بسرعة كافية يتطلب أن تهبط الأسعار إلى مستوى بين التكلفة النقدية والتكلفة الهامشية".
وأضاف أن عوامل السوق ستكون دوما أبطأ في الاستجابة من تخفيضات متفق عليها للإنتاج من جانب منظمة أوبك.
ويعتقد أندوران أن ذلك المستوى سيكون حوالي 50 دولارا للبرميل، قبل أن تستقر الأسعار حول 60 دولارا. وفي النهاية سيؤدي شح المعروض في السوق إلى تعاف جديد للأسعار.
وقال أندوران "لابد أن يحدث ألم حقيقي في سوق النفط قبل أن يرتفع السعر مرة أخرى، وهذا ينبئ بحالات إفلاس محتملة للمنتجين ذوي التكاليف المرتفعة".