قال الملياردير المصري نجيب ساويرس يوم الاثنين إن الارتفاع الكبير في أسهم شركته التابعة بلتون المالية القابضة في بورصة مصر يرجع إلى قلة المعروض من الأسهم بجانب ثقة المتعاملين في خطة تطوير الشركة ولكنه أكد أن الارتفاع لن يدوم طويلا.

واستحوذ ساويرس من خلال اوراسكوم للاتصالات مع أكت المالية على بلتون المالية بنحو 650 مليون جنيه في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. ومنذ التاسع من فبراير شباط قفز السهم في بورصة مصر بنحو 353 بالمئة في 18 جلسة فقط وسط اختفاء طلبات البيع من على السهم لتبلغ القيمة السوقية للشركة يوم الاثنين 2.7 مليار جنيه.

وأضاف ساويرس في مقابلة تلفزيونية مع قناة سي.ان.بي.سي العربية اطلعت رويترز على أجزاء منها على موقع يوتيوب أن الارتفاع الكبير في سهم بلتون يرجع إلى "قلة المعروض من الأسهم وشعور الناس بأن الشركة ستكبر بقوة وفي نفس الوقت الثقة فيما نخطط له للشركة."

وتبلغ حصة ساويرس في بلتون 81.3 بالمئة من أسهم الشركة وأكت المالية 14 بالمئة وحصة سامح الترجمان وباسم عزب العضو المنتدب للشركة معا 1.2 بالمئة والأسهم الحرة 3.5 بالمئة.

لكن ساويرس أضاف في المقابلة التي تذاع على تلفزيون سي.ان.بي.سي العربية كاملة مساء يوم الاثنين "مع زيادة رأسمال (بلتون) والأسهم الجديدة لازم (السهم) هينزل. هذا الارتفاع وقتي ولا يرجع لعوامل أساسية."

وبلغ سعر السهم يوم الاثنين في بورصة مصر 16.54 جنيه بحلول الساعة 0823 بتوقيت جرينتش وسط اختفاء عروض البيع من على السهم مقارنة مع 3.65 جنيه في الثامن من فبراير شباط الجاري.

ويبلغ رأسمال بلتون المالية 325.483 مليون جنيه موزعا على 162.741 مليون سهم بقيمة اسمية جنيهين للسهم الواحد.

ووافق مجلس إدارة أوراسكوم للاتصالات التابعة لساويرس يوم الأحد على إقراض بلتون المالية التابعة 924 مليون جنيه بحد أقصى لإتمام صفقة الاستحواذ على سي.آي كابيتال التابعة للبنك التجاري الدولي.

وردا على سؤال عن المصادر التي سيقدم منها القرض لبلتون وهل هي من سيولة الشركة أم من خلال الاقتراض قال ساويرس "السيولة موجودة لدينا."

وبلتون المالية القابضة واحدة من أكبر المؤسسات المالية في مصر ويتبعها نحو 18 شركة متخصصة في نشاط الاستثمار وإدارة الأصول والأوراق المالية وتغطية الاكتتابات.

وجاء اقتحام ساويرس للقطاع المالي بالاستحواذ على بلتون وسي.آي كابيتال بعد أن حاول أكثر من مرة دون جدوى الاستحواذ على أسهم المجموعة المالية هيرميس أكبر بنك استثمار في الشرق الأوسط خلال الأعوام القليلة الماضية.

وعندما سئل إذا كان عدم نجاحه في الاستحواذ على هيرميس هو ما دفعه لخلق كيان كبير ينافس هيرميس قال ساويرس بابتسامة عريضة "طبعا... عندما تعاملت معهم في هيرميس اكتشفت نقاط ضعف كبيرة جدا من ضمنها مجلس الإدارة... (وهذه كانت) فرصة بالنسبة لنا لعمل الكيان (بلتون وسي.آي كابيتال)."

وأضاف قائلا إن صفقة بلتون وسي.آي كابيتال جيدة لأنها "توسع الأنشطة وتكملها وتدمج الموارد البشرية" وستخفض في المصاريف وتعزز قاعدة العملاء.

وقال ساويرس إنه ينظر "بجدية لمجال البنية التحتية والمواصلات. لدينا فرصة قريبة في هذا المجال... ننظر أيضا على مجال الأغذية والزراعة عند طرح أراضي جديدة ونفكر في الاستحواذ على مصنع أو اثنين للسكر."

وتمر مصر بمصاعب اقتصادية منذ انتفاضة يناير كانون الثاني 2011 التي أنهت حكم حسني مبارك الذي استمر 30 عاما. وأدت القلاقل الأمنية والسياسية منذ ذلك الحين إلى إحجام المستثمرين الأجانب والسياح الذين تعتمد عليهم مصر كمصدر للعملة الأجنبية عن المجيء.

لكن الحكومة تسعى جاهدة لإقالة الاقتصاد من عثرته وإنعاش الاستثمارات ومساعدة الشركات على النهوض من جديد.

وتواجه مصر المعتمدة على الاستيراد نقصا حادا في الدولار بسبب عزوف السياح والمستثمرين الأجانب وتراجع إيرادات قناة السويس وانخفاض تحويلات المصريين في الخارج.

وعلق ساويرس على أزمة العملة الصعبة في مصر قائلا "محدش يقدر يلعب ضد السوق. لما السوق يقول أن سعر الدولار 9 جنيهات إذا هذا هو السعر... لن ينزل بفرمان إلى 7.80 جنيه... ولن يأتي احتياطي للدولار طول ما هناك انتظار وتثبيت سعر وهمي."

وقال متعامل في السوق الموازية لرويترز يوم الاثنين إن الدولار واصل الارتفاع ليصل إلى 9.83 جنيه مقابل 9.50 جنيه الخميس الماضي