عقد وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور في مكتبه في الوزارة في بئر حسن إجتماعًا لمتابعة موضوع نفايات المستشفيات حضره نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، ورئيسة دائرة السلامة الكيميائية في وزارة البيئة فيفيان ساسين ومدير عام جمعية arc en ciel روبن ريشا وأمينها العام بيار عيسى، ومدير عام وزارة الصحة الدكتور وليد عمار.
وإثر الاجتماع عقد أبو فاعور مؤتمرًا صحافيًا ترحّم فيه على زمن كانت فلسطين والحريات هي القضية، فيما النفايات هي قضيتنا اليوم. وإذ أمل حل الموضوع في ضوء الجهود التي يبذلها رئيس الحكومة تمام سلام والوزير أكرم شهيب، قال إن النفايات الطبية برزت كقضية ناشئة وظهرت بالأمس بوادر مشكلة من خلال الإدعاء على رمي نفايات طبية في مستوعبات النفايات المنزلية التابعة لشركة سوكلين.
وطمأن أبو فاعور أن ثمة سوء فهم لموضوع النفايات الطبية التي تثير ذعرًا لدى المؤسسات والمواطنين، فيتطلعون إلى الأكياس السوداء التي تحتوي هذه النفايات وكأنها نذير شؤم، في حين أن النفايات التي في داخلها هي نفايات مطحونة ومعقمة بالبخار وقد تمت معالجتها بطريقة علمية ولا تشكل أي خطر بل هي تحولت إلى نفايات منزلية، إلى درجة أنه يمكن إلباس الكيس الأسود الذي يحتويها ربطة عنق، كما أضاف أبو فاعور مازحًا. وطمأن أنه في حال برزت مخاطر معينة فلن تتردد وزارة الصحة في اتخاذ إجراءات من دون مسايرة أي طرف. وأكد أن لا داعي للهلع من رمي أكياس النفايات الطبية المعقمة في الأماكن التي ترمى فيها النفايات المنزلية.
وأوضح وزير الصحة العامة أن جمعية Arc en ciel وشركة Safe في بلدة العباسية الجنوبية تتوليان معالجة النفايات الطبية، وقد انتهى الاجتماع إلى الاتفاق على خطة لضمان متابعة معالجة النفايات الطبية المعالجة المطلوبة. وتنص الخطة على التالي:
أولا: التأكد من أن كل المستشفيات في لبنان متعاقدة مع الجمعية أو الشركة المذكورتين لعلاج نفاياتها، أو تقوم هي بنفسها بهذا العلاج. وفي حال لم يكن الأمر كذلك، فسيتم إجبار المستشفى على علاج نفاياتها بطريقة علمية. وبناء عليه، يتم التأكد من أن لا نفايات ترمى عشوائيًا في مجرى الليطاني أو في مستوعبات القمامة. وفي هذا الإطار، ذكر أبو فاعور أن في لبنان 167 مستشفى، من بينها 145 متعاقدة مع Arc en ciel، و9 متعاقدة مع Safe وخمس مستشفيات تعالج نفاياتها، ويبقى ثماني مستشفيات سيتم التأكد من كيفية معالجة نفاياتها.
ثانيًا: إستمرار العمل في مراكز زحلة وصيدا وبيروت وجبل لبنان لمعالجة النفايات، مع إجراء تحسينات طفيفة تحتاج إليها هذه المراكز. في حين أن مركز زغرتا يحتاج إلى علاج للتهوئة فيه، للحد من الروائح التي تنتشر في محيطه والتي يتضايق منها سكان المنطقة المحيطة. وسيتم إنجاز هذا الأمر في غضون أسبوع ليستمر مركز زغرتا في عمله بما لا يزعج المحيط ويثير لديه الهواجس. وأكد أبو فاعور حرص وزارتي البيئة والصحة على صحة أهل زغرتا وبيئتهم، لافتًا إلى عدم القيام بأي إجراء فيه ضرر ولو طفيف على أي مواطن.
ثالثًا: عدم الذعر من الأكياس السوداء التي تتضمن نفايات المستشفيات المعالَجة والتي يُكتب عليها نفايات معقمة، ونقلها من قبل المعنيين بشكل طبيعي. وكرر أبو فاعور التوضيح أن هذه النفايات تخضع لرقابة وزارتي الصحة والبيئة وليس من مبرر أو ذريعة لعدم تسلمها واعتبارها أشبه بنفايات نووية!
رابعًا: يطلب من جمعية Arc en ciel وشركة Safe التدقيق في معامل معالجة النفيات للتأكد تكرارًا من أن النفايات تلقى العلاج العلمي المطلوب. وتوجه أبو فاعور للشركتين قائلا: الغلط غير مسموح، وعلاج النفايات الطبية يجب أن يكون كاملا لارتباطه بصحة المواطنين، ولن تتهاون وزارة الصحة في هذا الأمر.